منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   رسائل ووصايا في التزكية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=15)
-   -   من تواضع أسيادنا (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=10247)

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:22 PM

من تواضع أسيادنا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمدلله رب العالمين، و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
سأكتب إن شاء الله تعالى في مقالات مختصرة، عن تواضع أسيادنا الذين أُكرِمنا بصحبتهم ورحم الله سيدنا الشيخ عبد القادر و سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي و حفظ الله تعالى لنا سيدنا الشيخ محمد و أعانه على حمل أعباء هذه الدعوة و جعلنا جميعاً كما وجه عليه الصلاة والسلام:( اللهم ألف بين قلوبنا، و أصلح ذات بيننا، و اهدنا سبل السلام...)
و أما عن تواضع سيدنا الهاشمي رحمه الله تعالى فهو كما وصفه سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى : (و كان متواضعاً، حتى اشتهر بذلك، و لم يسبقه أحد من رجال عصره في تواضعه.) وفي ترجمته في كتاب الحقائق ما يبين ذلك.
لكننا لم نكرم بصحبته و الاجتماع به رحمه الله تعالى.
فسيقتصر الكلام على من أكرمنا الله تعالى بصحبتهم :
أما بعد، كنا نسمع من سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى :( الوضيع لا يتواضع، و كيف يتكبر من خرج من مخرج البول مرتين... يا أخي كل شيء عندك إعارة، قد يسلب منك في لحظة من اللحظات......اجلس على الكنبة فوق واجعل نفسك تحت في الأرض.... اللهم ارزقنا قلوباً عرشية، و نفوساً أرضية..)
و أما من تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى :
ففي إحدى الزيارات في الزاوية المباركة القديمة، أخذ بيدي إلى الطرف الآخر من الزاوية و قال لي : " انظر إلى أهداب هذه السجادة أنا هكذا بين يدي ربي، ثم أشار إلى حيث يجلس و أضاف أما إذا جلست هناك لأقرر أمور الطريق، فإني لا أسامح أحداً، لأن هذا الطريق دين الله و دين الله لا أملكه... و إني قد اشتريت لكم و دفع سيدي الثمن سلفاً...
و هذا ماكنا نراه منه رحمه الله تعالى، إذا زرناه في بيته، و كأنه شخصية أخرى ملؤها الحنان و اللطف و الشفقة و التواضع و الكرم ....
و في إحدى الزيارات حيث لم يكن فيها سيدنا الشيخ محمد حفظه الله تعالى سألنا رحمه الله تعالى : " شيخ محمد متكبر؟!"
فأجبناه : حاش!
فأضاف رحمه الله تعالى : الله خلقه هكذا، لم أر منه مخالفة في أدب من آداب الشرع منذ سبعة عشر عاماً. الزيارة قديمة.
_فتذكرت حينها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للأشج بن قيس فيك خصلتان يحبهما الله و رسوله إلى آخر الحديث.....
أما يُرى على أسيادنا من مظهر الجلال و الهيبة هذا للتربية أو هو لباس يلبسه الله تعالى أحبابه من باب :" من رآه بديهة هابه، و من خالط معرفةً أحبه." و لكي يقوم بواجبه في تربية هذه النفوس العاتية و إصلاح الأخلاق السيئة.
و علينا أن نعلم جميعأ أن التواضع مرتبة قلبية ليس للباس و طريقة المشي و التوجيه و الظاهر علاقة به والله أعلم.
للبحث بقية.


المقالات كتبها سيدي الشيخ صافي غشيم حفظه الله

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:26 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
(من تواضع أسيادنا) :
نكمل ما بدأنا به، و نبدأ بتواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى :
_أتيت إلى جامع العادلية و كنت طالباً في الصف العاشر، و كان مثلي الكثير، لنا مشاكلنا الأجتماعية و الأسرية و الدراسية، فكان رحمه الله تعالى ينزل لمستوانا و يستمع و يهتم ويعالج لنا هذه المشاكل على اختلافها، و كنا نشعر و نلمس أنه كان أحن علينا من والدينا، وخاصة عندما نناديه :" سيدي" فيجيب دائماً : "نعم ياابني".
_ و أغلق جامع العادلية مرة لمدة دامت أكثر من شهر، من أجل بعض التصليحات الكهربائية، فما كنا لنصبر على فراقه، فسمعت أنه بعد صلاة الفجر يمكن زيارته في بيته، فذهبت و الأمل يحدوني و الشوق يدفعني، و قرعت الباب، وسُمِح لي بالدخول، فإذا هو جالس على سطح الدار، بطلعته البهية، و ابتسامته المشرقة، و قال : "تفضل" فجلست لأستمع إليه يقرأ في كتاب :"بهجة النفوس"
لسيدي أبي جمرة رحمه الله تعالى.
_ و مثلها ذهبت مرة بعد العصر، وإذا بي التقي على باب داره بأحد أحبابنا وكان يسمى : حج أسعد حكيم.. ففتح أحد أولاد سيدنا الباب و أستأذن لنا و صعدنا أيضا إلى السطح:
فلما رأينا طلعته البهية، قال لنا و هو فرح مسرور :" أيش الذي جمع الحكيم بالغشيم."
_و رتب لنا مواعيداً لنلتقي بفضيلته في بيته،و كان من ضمنها يوماً للطلاب و آخر لغيرهم حسب المستوى الفكري...
وكان يومها ضمن المدعوين طالبان، لم يكونا قد امتزجا مع الأحباب، و لكن أتيا لدورة علمية يحضرانها مع أحد الإساتذة من أحبابنا..
فلما حان وقت الأسئلة، رفع أحدهم يده مستأذناً فقال لسيدنا و بكل جرأة :
- أنت متكبر، و تمشي مشية المتكبرين، و سط استغراب الجميع .
فتبسم الشيخ رحمه الله تعالى، و قال لنا : " دعوه يتكلم و يأخذ راحته، ثم التفت إليه و قال له :جزاك الله خيراً، لأنك تنصحنا، هل وجدت فينا أيضاً غير هذا؟."
فجلس هذا الطالب خجلاً.
و تابع الشيخ الصحبة المباركة و كأن شيئاً لم يكن.


و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:29 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
(من تواضع أسيادنا)
_و من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى أنه كان إذا أراد أن يدل على أحد من أحبابنا، فيقول للمتكلم مثلاً :اذهب إلى فلان الذي يعمل في المكان الفلاني، ألا تعرفه من إخواننا، و لا يقول من تلاميذي.
_و من تواضعه أننا ذهبنا لزيارته رحمه الله تعالى في عمان ثلاث مرات، في كل مرة يدعونا إلى الطعام معه، و نحن لسنا طلاب علم و لا مشايخ و إنما من العوام، و كان يتناول الطعام معنا، و يشرح لنا مثلا هذه السلطة تنشط الكبد، اللبن مع الحمص يمنع الغازات، هذه فيها مادة الحديد......
أول طعام لنا معه في بيته في عمان كان طعام الفطور، ماترك شيئا يؤكل على الإفطار إلا جاد و تكرم به، ثم أكل قليلاً و نهض و تركنا نكمل طعامنا و قال:" لا تنظروا إلي فإني مريض، كلوا و خذوا راحتكم فأنتم شباب و أمامكم طريق سفر.."
_و عندما توفى أحد أحبابنا من طلاب العلم، و كان يسكن في حي من أحياء حلب، هذا الحي الذي اشتهر و عرف أنه من أسوء أحياء حلب لما فيه من أشياء لا داعي لذكرها.... جاء رحمه الله تعالى ليحضر مغتسل ذاك الأخ في بيته، في ذاك الحي الذي كان بؤرة للفجور ثم شيعه إلى قبره ثم وقف طويلاً _أكثر من ثلث ساعة _على شفير قبره قبل إهالة التراب، و هو مغمض العينين، متوجهاً بقلبه إلى مولاه، وكان المتوفى رحمه الله تعالى فقيراً، رقيق الحال.. فقال رحمه الله تعالى بعد الدفن وقبل التعزية في المقبرة : "مات أخونا الشيخ......... و ترك زوجة و خمسة أولاد، التعزية ليست بالكلام بل بالمال، فعلينا أن نشتري له بيتاً، و نخرجه من هذا الحي الموبوء بالفجور و المعاصي و كان ما أراد. و جاء وحضر تعزيته في المسجد الذي كان فيه إماماً قريباً من ذلك الحي.




و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:33 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
_من تواضع أسيادنا :

كان سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى يعتبر كل من سلك هذه الطريقة المباركة ابناً له، يهتم بكل شؤونه، و منها زواجه، و يقرب بين أسرتي زوجي المستقبل و يسهل أمر هذا الزواج المبارك، و يحضر عرس كل واحد منهم بل ويُجلِس العريس بجانبه طيلة العرس فإذا حان وقت القيام لحضرة الذكر _وكان الذكر على الواقف _جعله على يمينه ممسكاً بيده طوال فترة الذكر....
و من طريف ماذُكِر، أنه مرة تكلم مع والد إحدى الفتيات و طلب منه تزويجها لطالب علم من أحبابنا ; و كان حينها في السنة الأخيرة من تحصيله العلمي، و إماماً لمسجد صغير، و كانت رواتب الأوقاف كما هي الآن تكاد لا تكفي شيئاً، و بعد أن تمت كتابة العقد.. أرسله سيدنا إلى أحد الأحباب، الذين كانت لهم دار للسكن تناسب إقامة حفل الزواج فيها، و تتشرف بحضور فضيلته رحمه الله تعالى حفل الزواج المبارك، فذهب ذلك الأخ _العريس _و أخبره أن العرس سيكون في بيته _فوافق و فرح وقال له أن يخبر سيدنا أن البيت مفتوح و جاهز، فجاء ذلك الأخ و أخبر سيدنا أن صاحب الدار مسرور و موافق.
فقال سيدنا رحمه الله تعالى : سله ماذا ستكون ضيافة العرس؟
فذهب و سأله عن ذلك، فكان جوابه بأن يحضر العريس مايشاء من الضيافة.
ثم عاد و أعلم بذلك سيدنا رحمه الله تعالى، فقال له أذهب و أحضره إلي ( أي صاحب الدار)، فجاء مسرعاً، فقال له سيدنا رحمه الله تعالى : "ضيافة العرس على العريس أم على صاحب الدار!!! "
فقال سيدي كما تريدون على صاحب الدار..
علم رحمه الله تعالى أن العريس طالب علم، رقيق الحال و أن صاحب هذه الدار من تجار حلب الكبار و عليه أن يقوم بواجبه تجاه إخوانه الضعفاء.
وللبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:36 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
" من تواضع أسيادنا "(5)
1️⃣ أرى أن صفة التواضع لها تعلق بالعطف و الحنان الممتزج بالشفقة:
كان سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،يحب من أحبابه أن يذاكروه في ما يهمهم من شؤونهم ،فإذا لم يفعلوا ذلك كان يعاتبهم فمرة سأل رحمه الله تعالى أحد الأحباب : "_لم لا تذاكرني يا ابني ؟!"
فأجاب ذاك الأخ : سيدي حتى لا أوجع رأسكم فتبسم رحمه الله تعالى ضاحكاً من قوله و قال له : "إن شا الله ، تحسب أن رأسي مثل رأسك ؟!!!."
2️⃣ و مرة أخرى سأل أحد الأحباب نفس السؤال ، فكان جوابه :
سيدي كلما أردت أن أذاكرك تقول لي نفسي أنك ستجيبني هكذا ..
فقال له رحمه الله تعالى : ذاكرني الآن عن موضوع ما يشغلك . ففكر ذلك الأخ و سأله فقال له سيدنا رحمه الله تعالى : إيه ! بماذا سأجيبك ؟فأجاب : ستقول لي افعل كذا و كذا ..
فضحك رحمه الله تعالى و قال له : بل سأوجهك إلى كذا و كذا
و كان هذا التوجيه مما لم يخطر ببال ذلك الاخ
3️⃣ و كان من تواضعه زيارة أحبابه في بيوتهم ،و يحضر سهراتهم ، و يجلس في حلق دروس الفقه و القرآن التي تقام في جامع العادلية، بشكل أسبوعي،و يجلس مستمعاً كأي فرد من الأحباب


…………....................................

و للبحث بقية.

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:38 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
" من تواضع أسيادنا " ( 6 )

1️⃣ _في السبيعينيات كان الوضع المادي بشكل عام ضعيفاً ،و الأحباب الذين يملكون سيارات خاصة لايكاد عددهم يبلغ أصابع اليد الواحدة
2️⃣ و كانت هناك سيارة أجرة قديمة يملكها أحد الأحباب ،يأتي إلى الحي الذي كان يقطن فيه سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ; في منطقة سبيل حسبي في محيط قلعة حلب الشهباء ،ليوصله إلى جامع العادلية صلاة العصر
3️⃣ و كثيراًماكنا نذهب قبل الصلاة و نقف أمام زقاق بيته رحمه الله تعالى، فيخرج و سبحته بيمينه، فإن لم يجد السيارة ذهب ماشياً ويسعد ذلك الأخ بتلك المعية و غالباً ما كان رحمه الله تعالى يمسك يد ذلك الأخ و خاصة عند قطع الشارع...
4️⃣ _و حدثني بعض الأحباب الذي كان و مازال في الجوار المبارك ;في مدينة الحبيب المنورة ،أنه كانت لدية سيارة" بيك آب " قديمة _مهرهرة _يأتي إلى بيت سيدنا رحمه الله تعالى ،عندما كان رحمه الله تعالى في الجوارالمبارك ،ليوصله إلى الحرم أو إلى مسجد قباء ...
و كان هناك أخ آخر يملك سيارة فارهة حديثة يدعو سيدنا رحمه الله تعالى ليتشرف بتوصيله فيعتذر ويستقل تلك السيارة القديمة حتى لا يكسر قلب ذلك الأخ .
5️⃣ _و مثل ذلك حدثني أحد الأحباب و كان حينها فتىً حديث السن ، يعمل في المدينة المنورة وكانت لديه سيارة قديمة جداً ،و إن سيدنا رحمه الله تعالى أكرمه كثيراً بالصعود معه ليوصله حيث يريد .
6️⃣ _و أذكر قبل أن يهاجر سيدنا رحمه الله تعالى هجرته الأولى إلى المدينة المنورة ،في حلب ؛تعرفت على شاب أصغر مني سناً ،و كنت حينها دون العشرين من العمر ،و كان أبوه صديقاً لوالدي ،و كان يلح على والدي أن يكون ولده هذا صديقا لي يصاحبني حيث أذهب ،اعتقاداً منه أنه يستفيد من هذه الصحبة، و كان هذا الأب تاجراً عنده سيارته الخاصة به ،و قد اشترى لولديه لكل منهما دكانا و سيارة خاصةً به ،و يسكن الجميع في بيت واحد كبير ; يعني ثلاث سيارات في بيت واحد .
7️⃣ هذا الولد الشاب عشق سيدنا رحمه الله تعالى و تعلق به و ملأ عليه كله، وكان غاية أمله أن يحظى بأن يكرمه سيدنا و يبارك له سيارته الخاصة به ....أخبرني بذلك ،و كان جوابي أن سيدنا متواضع و قد فتح صدره لكل الأحباب ،صغيرا كان ذلك الأخ أم كبيراً ،جاء حديثاً أم قديماً ....
8️⃣ اتفقنا و حتى دون أن نخبره رحمه الله تعالى بذلك ،يقيناً مني بأن سيدنا لا يُخَجِّل أحداً ، اتفقنا بأن آتي لبيت ذلك الأخ بدراجتي الهوائية وأوقظه قبل الفجر في شهر رمضان المبارك و نذهب لبيت سيدنا قبل أذان الفجر لنتبارك و نتشرف بمعيته ، و عندما كنا نصل كنا نرى ذلك الأخ صاحب سيارة الأجرة القديمة بانتظار سيدنا ، فكنا نرجوه أن يذهب و نحن نخبر سيدنا رحمه الله تعالى أنه قام بالذي عليه و نحن رجوناه حتى ذهب ،و حقيقة كان كما اعتقدت ،فكان رحمه الله تعالى يركب سيارة ذلك الأخ و يشرِّف ذلك الأخ، و يلاطفه على الطريق ؛وخاصة لما علم أن اسمه أيضاً عبد القادر ،وكانت لهذا الأخ صحبة مباركة بعد ذلك و لم يكن قد رزق بأولاد ،فدعى له رحمه الله تعالى؛ فرزق بعدها بأولاد كثر ؛ حتى راح يسأل عن مشروعية تحديد النسل...
9️⃣ و نعود إلى السيارة و نكمل حديثنا،كان هذا الشاب أثناء قيادته لسيارته يكاد لا يصدق عينيه فكان كل لحظة يسترق البصر لينظر إلى وجه سيدنا الصبيح ،و في كل مرة يقول له رحمه الله تعالى : " طلع أمامك "

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:42 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
"من تواضع أسيادنا (7)

1️⃣ لا ننس أن التواضع يكون ممتزجاً بالشفقة مع الرأفة و المحبة .
2️⃣ و كان من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ،أنه كان إذا رأى أحداً مقبلاً عليه ليذاكره، تنزل رحمه الله تعالى إلى مرتبة أقل من هذا الأخ ليستأنس و يستطيع الكلام .
و هذا ماذكره لنا أخونا الفاضل حج يحيى مزيد رحمه الله تعالى .
3️⃣ و عندما سمعت ذلك من هذا الأخ الكبير، صاحب الفهم، تذكرت قوله تعالى ( و اخفض جناحك للمؤمنين ).
4️⃣ و كما أسلفنا كان يستمع للصغير و للكبير، للجديد و للقديم ، لمن أتى ليجرب و يمتحن أو ليستفيد .
5️⃣ و حدثني أحد الأحباب عندما كان شاباً أتى إلى العادلية ليصلي العصر و يسأل سيدنا رحمه الله تعالى _ و كان قد لبس كنزة تميل إلى الحمرة و على الطراز الحديث_ و كان في نيته بعد تلك المذاكرة أن يذهب إلى السينما .
6️⃣ و كنا في السبعينات مبتليين بدور السينما المنتشرة ،و أفلامها التاريخية و الحربية و الهندية....
وأيضا هناك بلاء آخر الملعب البلدي و متابعة فريقي الأهلي و السوري... وفي كل صيف تفتح مدينة الملاهي بألعابها الكهربائية الرخيصة نوعاً ما ،و ما فيها من ألعاب السحر والبهلوانية و السيرك... ،و سوق الإنتاج الذي يفتتح شهراً و يمدد غالبا لأسبوعين و مافيه من مطاعم و أغان و حفلات .... و كل ذلك تحت شعار ناعقهم القائل :
"_ دعوا الشعب ينسى كلمة الله ،*
_قالوا : الشعب لا يعيش بلا عقيدة !!!.
*_فأجاب : ألهوهم بالملاهي و الملاعب و المسارح."
7️⃣ *وفي خضم هذه البلايا كان يعمل شيخنا و غيره من هداة الأنام مع هؤلاء الفتية في هذا الجو المكفهر بالمعاصي و الظلمات .
8️⃣ أما الآن و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ،دخلت هذه الملاهي بيوتات المسلمين و صارت في متناول أيديهم بهذه الأجهزة المحمولة المنتشرة .
9️⃣ نعود إلى ذلك الأخ الشاب، فبعد صلاة العصر أقترب من سيدنا يكلمه، فأخذه معه ليرافقه على طريق بيته حول القلعة، و راح يلهيه و يسأله أكثر مما أراد هو أن يسأل عنه ،حتى وصلا إلى خندق القلعة وكان في أسفلها أولاد قد شكلوا فريقين يلعبان كرة القدم فوقف الشيخ رحمه الله تعالى و تابع لعبهم فلما أدخل أحد الفريقين هدفاً .قال لذلك الفتى :ياالله امش دخل هدف، و تابعا المسير حتى وصل الشيخ بيته ...
*و بعد أن عاد الشاب من تلك الصحبة و المرافقة اللطيفة و المؤانسة الجميلة ...قال لي: أنه عاد و لم يبق في نفسه رغبة في الذهاب إلى السينما و لا إلى غيرها.

.................................................. .
_و للبحث بقية _

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:44 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (8)

1️⃣ _عندما كنا نذاكر سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى كان أحيانا يلاطفنا و يمازحنا و يضع يده على كتف أحدنا أو يمسك بعضلات أحدنا و يسأله : " كيف عضلاتك ؟"
و قد ورد في السيرة النبوية العطرة أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يماسح أصحابه.
2️⃣ *و كان لهذه اللمسات سر عجيب ، وكأنه يغذي مَن أمامه أويلبسه ثوباً من الفرح و السرور ، وكان أحدنا بعد المذاكرة يهيم على وجهه طائراً بلا جناح .
3️⃣ و في يوم بعد السحور ; من أيام رمضان ،دخلنا باحة المسجد الواسعة الرحبة ،رأيناه رحمه الله تعالى يمشي بخطىً حثيثة من أول المسجد لآخره ،فاقترب أحدهم منه ليذاكره ،فنظر إليه ضاحكاً : "إيه الحق بي و تكلم معي ."
،فكان ذلك الأخ يجهد نفسه حتى يستطيع مقاربته ليكلمه ..."
و قد ورد مثل هذا في السيرة النبوية العطرة يقول سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه :"ما رأيت أحداً أسرع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشيه، و كأن الأرض تطوى له ،و إنا لنجهد أنفسنا و هو غير مكترث ."

..................................................
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:45 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (9)

1️⃣ و من تواضعه رحمه الله تعالى، أنه كان قد فتح باب غرفتيه لاستقبال الأحباب من كافة الأعمار والمستويات; سواءً الغرفة الشرقية حيث كان يعطي الأوراد ،و يستقبل الضيوف يوم الجمعة بعد صلاة العصر و يرد على أسئلتهم ويودعهم ليعود كل منهم إلى بلده و يخرج قبل غروب الشمس .
2️⃣ و حيث كنا أيضاً في رمضان بعد الإفطار نجهد أنفسنا أن نصل لو مع أذان العشاء لنحتسي كوباً من الشاي و نحن ننظر مبتهجين إلى ذلك الوجه الصبيح.
أو غرفته الخاصة التي يَصعد إليها بدرج ، ليقرأ أوراده ثم يفتح الباب ليستقبل الأحباب .
3️⃣ _و ماكنا نمنع من دخولها وحضور بعض الدروس الخاصة فيها ،مثل درس " فتح الباري شرح صحيح البخاري " بعد المغرب من سبت كل أسبوع ،و كان هذا الدرس لإخواننا طلاب العلم أئمة المساجد ،فكان كل واحد منهم يقرأ من كتابه بصوت مرتفع حين يأتي دوره و نحن نستمع...
_أو درس أهل الخلوة ،كل يوم جمعة ،بين المغرب و العشاء،و كان رحمه الله تعالى يقرأ من كتاب :
"شرح الحكم لابن عجيبة " ،
4️⃣ و لا ننس ذلك الصفاء و الأنس و تلك السكينة التي كانت تتنزل ونحن نسمع بصوت ملائكي و بنغم يأخذ الألباب :
دع جمال الوجه يظهر
لاتغط ياحبيبي"
طول ليلي فيك أسهر
حلية الحسن المهيب
هكذا المحبوب يجبر
بالوفا قلب الكئيب ...
5️⃣ و طبعاً كان رحمه الله تعالى يفتح باب غرفته للجميع من الأحباب و من يأتي مع الأحباب .

..................................................
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:47 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (10)

1️⃣ في يوم من الأيام وكان رحمه الله تعالى في بيته قرع الباب طفل وكان ابناً لأحد جيرانه؛
فإذا بسيدنا نفسه يفتح الباب على غير العادة ،فإذا بابن جاره الطفل يحمل كيساً فيه لحم ، و طلب أن يوضع كيس اللحم في براد بيت سيدنا ،فما كان من سيدنا رحمه الله تعالى ،إلا أن سأله :"أليس عندكم براد ؟!!"
_فأجاب الجار الصغير : _لا ياسيدي فقال له سيدنا رحمه الله تعالى :
"إيه خذها إلى بيتكم و كلوها ".
2️⃣ فلما حان وقت خروجه لصلاة العصر ،كان والد هذا الطفل يقف أمام باب داره ،يريد أن يعاتب سيدنا عندما يصير أمامه ،لكن سلام الشيخ عليه وهيبته و مظهره الجلالي منعه من ذلك ...
2️⃣ و فور وصول سيدنا رحمه الله تعالى إلى مسجد العادلية، نادى اثنين من الأحباب التجار، و أخرج من جيبه بضعة أوراق نقدية ،من فئة المائة ليرة وطلب منهم أن يكملوا من عندهم و يشتروا براد " بردى " أكبر حجم _و كان حينها من أرقى أنواع البرادات العملية ،و أعطاهم عنوان ذلك الجار و طلب منهم أن لا يعلم من أرسله ... وتأخر قليلاً بعد صلاة العصر ،
3️⃣و عندما و صل أمام باب دار جاره ، وجده واقفاً بكل أدب واحترام ،يريد هذه المرة أن يشكر جاره الشيخ الجليل الشفوق ،
فلما ذكر له كلمة براد سأله الشيخ مظهراً الغضب : " أي براد ! " ومشى .
يريد أن يشعره كأنه ليس له علاقة بما حصل .
4️⃣ رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته، و حشره تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم و جمعنا به و بأسيادنا في جميع العوالم٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 04:50 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (11)
1️⃣ كان من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى أنه يهتم بما يهم و يشغل بال أحبابه الصغار و الكبار ، فقبل موعدالامتحان كان يدعو الطلاب الذين لديهم امتحانات إلى غرفته ، ويعطيهم شحنة إيمانية عالية يدعوهم فيها للأخذ بالأسباب من الدراسة، والتحضير الجيد و أن يكون اعتمادهم أولاً و آخراً على الله تعالى ..
2️⃣ فالنصيحة للطالب أن يختار في المدرسة الأصحابَ والأصدقاءَ الصالحين الطيبين، لأنَّ الصاحب ساحب، و أن يُصاحِب الصادقينَ المُجِدِّينَ أهلَ الاستقامة، ويبتعد عن صحبة الطلاب المنحرفين والبطَّالين..
3️⃣ فكان من نصائحه لنا الطلاب و نحن في قاعة الامتحان :
🟥 أثناء توزيع الأوراق يقرأ الطالب الفاتحة لحضرة الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم لساداتنا أهل الله جميعاً، ثم يستغفر عشر مرات، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات، ويذكر (لا إله إلا الله) عشر مرات.
4️⃣ وعندما يأخذ الطالب الأسئلة، لا يقرؤها دفعة واحدة، بل يضع ورقة الإجابة فوق ورقة الأسئلة، ويسحب ورقة الأسئلة، فيظهر السؤال الأول فقط، فيقرؤه ويتأمَّل فيه بشكل جيِّد ويُجاوب، ولا يُفكر ما هو السؤال الثاني ولا ينشغل به، حتى إذا انتهى من السؤال الأول ينتقل للثاني، فإذا انتهى من الثاني ينتقل للثالث.. وهكذا.
5️⃣ يقول رحمه الله تعالى: لأنه إذا قرأ كلَّ الأسئلة دفعة واحدة، يمكن أن يقرأ السؤال الأول ويعرفه فيفرح، ويقرأ الثاني وإذ به يعرفه فيزداد فرحاً، ولكنه عندما قرأ السؤال الثالث وكان لا يعرف الإجابة عليه، فيتشوَّش ويتأثَّر.. وإذا كان يعرف جواب كلِّ الأسئلة فمن شدَّة فرحه صارت المعلومات تختلط عليه.
6️⃣ إذاً: عليه أن يكتب بدءاً من السؤال الأول ويستمرَّ على ترتيب الأسئلة.. والسؤال الذي لا يعرف جوابه، أو يشكُّ في صحَّته يتركه لآخر شيء ...
7️⃣ وهكذا كان رحمه الله تعالى من تواضعه و تنازله و اهتمامه بأحبابه صغارهم و كبارهم و حسب مايشغل كل طبقة منهم .

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:11 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (12)

1️⃣ قال أئمة العلم (..و أن تتواضعوا لمن تعلمون ،و لمن تتعلمون منه )
2️⃣ و هذا ماكنا نراه في تلك الصحبة المباركة لسيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى _ لما أقول الصحبة المباركة لسيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،هذا ينطبق على الصحبة لكل أسيادنا و لكن الكلام هنا عن فضيلته رحمه الله تعالى _
3️⃣ وكان من تواضعه و تحسسه لواقعنا و لرغباتنا و حاجاتنا أنه في نفس الحي كان يوجد مسبحٌ صيفيٌ فما كان منه رحمه الله تعالى إلّا أن استدعى القائم عليه و اتفق معه على ثلاثة أيام في الأسبوع من الساعة السابعة حتى الساعة العاشرة لا يدخل أحد إلا أحبابنا بلباسهم الشرعي، و وضع عليهم طالب علم من أحبابنا يكون مشرفا عليهم ; و كان نعم الأخ هذا الذي كنا ننشد و نلعب و نسبح وهو يشاركنا كل هذا بلطائفه و لطفه...
4️⃣ و كثيراً ما كنا نرى القائم على المسبح يأتي إلى المسجد ليطلب من سيدنا التعويض له إن كان عدد من أتى لم يوف مااعتاده من الدخل ...
5️⃣ _ و زاد رحمه الله تعالى على ذلك ،أنه كان لنا إخوةٌ في بانياس ،و كان هناك شاطئ رملي جميل آمن مشاع للجميع ،فطلب منهم أن يستأجروا للأحباب خيمتين كبيرتين ; واحدة للنوم وأخرى للطبخ ،و أذكر أن كل واحد من الأحباب في ذلك العام ،كان يحجز له دوراً مع مجموعة الشباب الذي هو يهتم بشؤونهم و توجيههم ...
6️⃣ وكان كل أسبوع تذهب إلى بانياس مجموعة تستلم الخيمتين ممن كان قبلها...
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:13 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (13)

1️⃣ كان عند سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى منظورٌ بعيدٌ شاملٌ ، و صدرٌ واسعٌ،و تحملٌ عجيبٌ، فكان يحسب حساباً لهؤلاء الملاحدة الشيوعيين الذين انتشروا و ترعرعوا في الفترة التي كنا فيها طلاباً في الجامعة ،فكان يوجهنا لقراءة الكتب التي تسلحنا للرد عليهم ككتب وحيد الدين خان رحمه الله تعالى مثل كتابه " الإسلام يتحدى " و كتاب مصطفى محمود رحمه الله " حوار مع صديقي الملحد " و كتب " أبحاث في القمة " للشيخ الشهيد محمد سعيد... وغيرهم
2️⃣ و كنا نقرأ مع الأحباب في سهراتنا : " كبرى اليقينيات الكونية "
3️⃣ و أيضاً كان حذراً من ذلك التيار المتشدد المكفر..و من الفكر الذي يصور الفتن بصورة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ...
4️⃣ لذلك رحمه الله تعالى فتح باب التعرف و الاجتماع مع الشباب على مصراعيه ، و كان ينتظر أيام المواسم الدينية و نفحاتها ليتعرض لها المسلمون ويستفيدوا منها و خاصة الجديد المقبل على الله تعالى بالشوق و الحب٠
5️⃣ من تواضعه أن جعل غرفةً خاصة في العادلية، مزودةً بسبورة مثبتة على الجدار لاستقبال الطلاب من جميع المستويات، و إقامة دورات مجانية في المسجد لكل العلوم الكونية التي تهم طلاب الشهادات ،و كان كل أخ مختص يعطي الدروس فيها، و يأتي الطلاب و لو كانوا من غير أحبابنا لينهلوا مجاناً من العلوم.. و لولا ضيق الوقت لذكرت اسم كل أستاذ كان يدرس مادة الرياضيات والفيزياء و اللغة العربية الإنكليزية والفرنسية..
6️⃣ و آخر لقاء شرفني الله تعالى به في عمان و قبل وفاته بأشهر قال لي : " يا ابني أنا أريد أن يكون المسجد للعلوم الكونية قاطبة و ليس محصوراً فقط على حلقات القرآن و الفقه ..."
7️⃣رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته و حشره تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم و حشرنا معه بصحبة أسيادنا و جميع الأحباب .
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:15 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى،أنه كان يتفقد أحبابه في جميع المحافظات السورية ، فيزور إخوانه صيفاً في دمشق و المنطقة الشرقية و حماة و حمص و اللاذقية ....
2️⃣ و زار مرة دمشق، أو كان يومها عائداً من الحج ، و كان حجه براً بسيارة أحد الأحباب ،و كان من عادته في عودته ، أن يكون له محطات يتوقف فيها في دمشق وحمص و حماة ..
3️⃣ و وافق في حينها أن أحد الأحباب من طلاب العلم كان يؤدي الخدمة العسكرية في دمشق و أدخل مشفى حرستا العسكري و أجرى عمليةً جراحيةً فيها ...
و لما سمع هذا الأخ أن سيدنا في دمشق ، فرح كثيراً و استعد لاستقباله عندما يعوده في المشفى ،و انتظر و كله شوق وأمل ،و بعد طول انتظار علم أن سيدنا رحمه الله تعالى غادر دمشق و عاد إلى حلب ،فانكسر قلبه ،لكنه عذر حبيبه شيخه لما يعلم من محبته له و شفقته بأحبابه.
4️⃣ ولكن في اليوم الثاني ما كاد يصدق عينيه و هو يرى سيدنا الشيخ رحمه الله تعالى يدخل إلى غرفته في المشفى العسكري بطلعته البهية مبتسماً و هو يقول له : " هيك يامنظوم بتتركني أرجع من حلب لأعودك !!! فقد عاتبني فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم "
5️⃣ و كان رحمه الله تعالى عاد إلى دمشق لزيارة ذلك الأخ بوسائل النقل الجماعي .
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

وللبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:18 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
"من تواضع أسيادنا " (15)

1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ،أنه كان يستجيب و يسمع لمشاكل أحبابه الشباب و الكبار و يحل لهم مشاكلهم الأسرية و الاجتماعية ...
2️⃣ و منها أنه في عصرنا ; في السبعينات انتشرت ظاهرة تطويل الشعور للرجال ، و تعريض الزوالف ولباس السراويل الضيقة الفخذ والعريضة السوق و هكذا ....
3️⃣ وجاء أحد الأحباب ليشكو ولده الشاب و أنه متبع لهذه الظاهرة في لباسه و شكله..فقال له سيدنا رحمه الله تعالى : " ليأت برفقتك يوما ماً، واصعد به إلى غرفتي مع الأحباب.
4️⃣ و امتثل الأب لطلب شيخه و أتى بولده الشاب على حاله و شكله الذي بيناه،فلما دخلا الغرفة جلس الوالد على إحدى الأرائك و جلس الشاب على الأرض مع من كان جالساً ،و الشيخ مشغولٌ بالإجابة عن أسئلة من حضر..
ثم بشكل مفاجئ توجه إلى ذلك الشاب بابتسامة عريضة جميلة و سأله عن اسمه ،فأجاب فإذا بالشيخ رحمه الله تعالى يلتفت إلى الأب معاتباً : ماقلت لنا أن عندك ولد قبضاي مثل _و سمى اسمه و راح الشيخ يسأل الشاب عن دراسته و عن إن كان يهتم بممارسة الرياضة ،و أسئلة عامة ،ماكان الشاب متوقعاً أن يسمعها من مثل هذا الشيخ الوسيم الأنيق ذي الطلعة البهية ،"المودرن" كما يصفون ..
و أذن العشاء و نزل كل الحضور و نزل معهم الشاب و لكن الأب بقي متشاغلًا حتى إذا غادر الجميع ، اقترب من الشيخ رحمه الله تعالى و قال له سيدي : ماقلت له عن قصة شعره و شكله لباسه و...
فإذا بالشيخ رحمه الله تعالى ينتهره : " هذه شغلتك انزل ؟!!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:21 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : (16)
1️⃣ لما هاجر سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى إلى عمان ، لم يكن هناك الكثير من الأحباب ،ففتح باب داره يومياً من قبل صلاة المغرب وحتى بعد صلاة العشاء ، يستقبل فيه الأحباب و يرد على أسئلتهم وإشكالاتهم ،ثم رأى أن يبدأ معهم من الفروض العينية ، و ما لا بد لكل مسلم أن يعلمه من أمور دينه،كالعقيدة وأحكام الطهارةوالعبادات من صوم و صيام ...
2️⃣ و خصص لهم دروساً و أوقاتاً لذلك و قال عن نفسه : " أجد نفسي كمن كان "بروفيسوراً " في جامعة ثم عاد ليدرس في المرحلة الابتدائية ! "
3️⃣ فلما أكرمنا الله بلقائه في أحدى الزيارات المباركات قال : " أرى أنني بدأت أتكلم عن النفس وأمراض النفس و كأن الوقت قد حان لذلك، و منذ أمد بعيد لم أكن لأبحث في هذا مع الأحباب هنا ."
4️⃣ و كان رحمه الله تعالى و هو في عمان يتفقد أحبابه في شتى المحافظات والبلدان ،و يرتب لهم الزيارات حين يطلبون منه الإذن بذلك .
5️⃣ رحم الله تعالى سيدنا الشيخ عبد القادر و أسكنه فسيح جناته و حشره تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:23 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : (17)

1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ، أنه كان يسمع لمشاكل أحبابه من الصغار والكباروهذا كان يستهلك من وقته الغالي المبارك الكثير، و يتعاطف معهم
2️⃣ فقد كان رحمه الله تعالى كما وصف ربنا حبيبه (...قل أُذُنُ خير لكم ..) ولنعم هذه الأذن و ذلك القلب ،و ذلك العقل الذي أشرق عليه ذلك القلب المنور بنور الوحي الإلهي.
3️⃣ فمن المذكرات العجيبة الغريبة ،أن صاحبها ذهب لبيت سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى وانتظر أمام زقاق حيه، فلما حضر رحمه الله تعالى و جد أن هناك شابين بانتظاره و كانت وقتها السيارة التي يذهب فيها بانتظاره،فطلب من الأخوين الصعود ،و في الطريق ذاكر أحدهم وأنهى حديثه معه ..
فلما نزل وكان هناك ممر طويل ،طلب من الأخ الآخر أن يتكلم ،فقال ذلك الأخ مذاكرتي طويلة تحتاج لوقت أطول ..فقال له : " تكلم !"
4️⃣ ولما بدأ ذلك الأخ بسرد ما عنده ،راح الشيخ يبطئ من مشيته ،حتى وصلا إلى القبلية و بدل الدخول إليها انعطف رحمه الله تعالى إلى باحة المسجد و هو يسمع ،فلما بدا له أن هذا الأمر يحتاج لوقت أطول ، قال : "ندخل و نصلي السنة البعدية .."
و بعد صلاةالعصروالتسبيحات ،عاد ليسمع من ذلك الأخ ثم قال له : " الجو بارد ،فما رأيك أن ندخل إلى الغرفة ،و طلب إشعال المدفأة، و هو يصغي لهذا الشاب و يسمع مشكلته التي لها تعلق في كل فترات حياته منذ أن كان رضيعاً و حتى تلك الساعة ...
4️⃣ و هذا الأخ يعلم أن مشكلته ليس لها حل ،وليس لها من دون الله كاشفة ، و لكن اعتقاده بأن لشيخه جاهاًعريضاً عند سيده و مولاه ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ،فذاكر شيخه ..
5️⃣ و لكن كان جواب سيدنا رحمه الله تعالى ،عجيباً غريباً فقد قال له : " أذهب و تدبر أمرك،ايش اعمل لك."فلما خرج هذا الشاب من المسجد شعر و كأن جبلاً أزيح عن صدره و عن كاهله ، و رأى أنه هائماً على و جهه، وكأن رجليه لا تخطا الأرض بل هو يمشي كما لم يكن يمشي من قبل .
و بعد أيام وجد أن هذا الأمر الذي ذاكر به ، قد انطوى بساطه،و أصبح في طي النسيان و كأنه رفعت الأقلام و جفت الصحف،و لم يعد أحد يتعرض له بذلك .
6️⃣ و عاد هذا الأخ بعد سنوات يذاكر في موضوع زواجه الذي له علاقة بالموضوع الأول و بسيرة حياته ،و وأيضاً انفرد مع سيادته رحمه الله تعالى لكن هذه المرة في غرفته ، وتيسر هذا الأمر أيضاً بجاه و بركة سيدنا رحمه الله تعالى .

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:26 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا ( 18 )

1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ،أنه خصص في عمان لأحبابه و إخوانه وقتاً من قبيل المغرب حتى بعد صلاة العشاء ليأنسوا في مجالسه، ويستفيدوا من حاله و علمه .
2️⃣ و أحياناً يكون متعباً و مجهداً و آثار المرض تبدو عليه ،إلا أنه يعطي الأحباب حقهم من المذاكرة بكل تواضع و هذا كما أخبر عليه الصلاة و السلام :
(إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد .)
3️⃣ و الحقيقة أن حال هؤلاء الكمل من الأولياء مع الله تعالى أنهم كمن يكون في أوج عالٍ من التوجه والاستغراق ،و مع ذلك يجالس تلامذته من باب الملاطفة والمؤانسة ،يستفيدوا من حالهم و قالهم و هذا من باب :
إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحت جسمي من أراد جلوسي
وهذا من حال مورثهم ; رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي خاطبه مولاه جل في علاه ( و اخفض جناحك للمؤمنين ).
4️⃣ ففي إحدى مجالس الصحبة المباركة هذه ،و آثار المرض و التعب تبدو على محياه الجميل،
و هو يقول :" مَن يا أحباب عنده سؤال ؟ "و ريثما يرفع أحدهم يده ليسأل .. كان يقول رحمه الله تعالى بصوت شبه مسموع ملؤه التذلل و كأنه ينادم حبيباً فيقول : "أخذنا الهوى من حيث لا ندري ..ايه " ثم يجيب .
و يعيد الطلب لمن عنده سؤال..
ثم يقول بينه و بين نفسه بصوت شبه مسموع : "من هواهم لب قلبي ذائب ...آه "
و يجيب السائل ...و هكذا يسأل عمن عنده سؤال أو استفسار و إلى أن يرفع ذلك السائل يده ،يقول رحمه الله تعالى وهو في عالم آخر : " قلت لها سامحيني ...آه "
5️⃣ و هكذا كان رحمه الله تعالى في تلك الليلة ويرى كأنه في عالم من الصفاء والاستغراق والمنادمة ،و هو مع من حوله الذين هم في عالم آخر من الصحو وطلب العلم فكان يعطيهم حقهم من الصحبة الصالحة المباركة و المذاكرة لينعموا بهذه الصفوة من المجالسة .
6️⃣ رحم الله تعالى سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى ، و جمعنا به مع أسيادنا والأحباب جميعاً، تحت ظل من لاظل إلا ظله في ذلك اليوم العظيم،و تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم آمين

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:28 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : (19)

1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ،أنه كان لا يشغله أمر عن أمر من أمور الطريق، فقد أعطى لكل شيءٍ حقه ،فالعبادات لها برنامجها الدقيق الذي قد ألزم نفسه به ، و حضوره إلى مسجد العادلية يومياً لصلاة العصر ثم يعود ليعتكف من صلاة المغرب حتى بعد صلاة العشاء ،
2️⃣ أماصلاة الفجر فلم يكن المسجد يُفتح وهذا من ترتيب الأوقاف،بل هناك عدة مساجد صغيرة في نفس المنطقة تفتح لصلاة الفجر ،إلا أنه في رمضان كان رحمه الله تعالى يستنفر في هذا الشهر المبارك ليشد من عزيمة من عاد تائباً إلى مولاه،فيصلي الفجر وبعده يكون هناك مجلس علم لفضيلته بمواضيع مختلفة ( أحكام الصيام أو في الحديث الشريف وينتقي منها ما يفتح للعبد باب الحب و الشوق والإقبال على مولاه جل في علاه )،ثم بعد الدرس تحضر المصاحف و يقرأ بالدور _و من كان عنده عمل باكراً قرأ أولاً ثم انصرف _ثم نقرأ بمعيته كل يوم جزءاً و حزباً ، بحيث يختم القرآن في آخر شهر رمضان المبارك ،
3️⃣ أما في صبيحة الجمعة يكون البرنامج ،إقامة مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في رحاب و جوار سيدنا زكريا عليه السلام ..
4️⃣ ثم يصلي رحمه الله تعالى الضحى ..و برنامجه رحمه الله تعالى في باقي الأيام في غير رمضان، فيومياً بعد صلاة المغرب و قراءة الأوراد يتحلق الأحباب لينهلوا من حضرته العلم الصافي إما في قبلية أو باحة المسجد حسب الفصل .
5️⃣ ففي يوم الجمعة المجلس المبارك المنور الذي يلتقي به جميع الأحباب و من مختلف المناطق والمحافظات و الذي يستمر من بعد صلاة الجمعة و حتى العصر و تقرأ فيه المزدوجة الحسناء ويتعرف الأحباب على شخصية عظيمة يسمعون ترجمتها من أحد طلاب العلم الأفاضل و كان يتناوب على ذلك عالمان جليلان من الأحباب ، وبين المغرب والعشاء درس لأهل الخلوة في غرفته يقرأ فيه (شرح الحكم العطائية لابن عجيبة ).
و أماالسبت و أيضاً في غرفته ،قراءة (فتح الباري شرح صحيح البخاري )لأئمة المساجد،
وهناك درس في التفسير ;و كان يقرأ دائماً في( تفسير القرطبي ،و درس في الشمائل و يقرأ من كتاب ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض )، وكانت هناك حلقات للفقه الحنفي و حلقة وحيدة للفقه الشافعي ،و أيضاً حلق تعلم تجويد و تلاوة القرآن العظيم ،و هذه أي حلق القرآن انتشرت في كل حي من أحياء حلب و سائر المحافظات ،و في كل مسجد قريب من مدرسة فيها أحبابنا ...
أما الخميس بعد صلاة العشاء فمجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم و قراءة القصيدة المضرية.
و في كل يوم و بعد صلاة العشاء وصلاة قيام الليل يجلس لحضور ورد العشاء ومنها قراءة الصلاة المشيشية وسماع قراءة سورة تبارك من الأحباب حسب دوره ....
5️⃣ و هكذا نرى أنه رحمه الله تعالى :كان كما وصفه المحبون:
دنياه قال الله قال رسوله
و مجالس الأذكار كل هواه
6️⃣ رحمه الله تعالى حشرنا معه بمعية أسيادنا و جميع أحبابنا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم و في جميع العوالم .

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:37 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا ( 20 )
1️⃣ _و سنكتب من الآن فصاعداً من تواضع سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي رحمه الله تعالى و جزاه الله عنا كل خير ،فقد أتعبناه كثيراً في توجيهنا وتزكية هذه النفوس العاتية المتمردة مدة اثني و ثلاثين عاماً قضيناها معه رحمه الله تعالى موجهاً محرضاً على الطاعة شفوقاً رحيماً كريماً.
2️⃣ كلنا يعلم أن مايُرى على أسيادنا وعلى الصالحين من مظهر الجلال و الهيبة فهذا لا علاقة له بالتواضع الذي هو شيء قلبي لا يطلع عليه إلا الله تعالى وحده ،

3️⃣ وهذا المظهر هو لباس يُلْبسه الله عباده المقربين الذين جعلهم واسطةً بين العباد و خالقهم ليعرفوهم عليه ويؤهلوهم ويقولوا لكل منهم : "ها أنت وربك "
4️⃣ فقد قال لنا مرةً أن الله يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( و لو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) وإني أشد بلساني و أرحم بقلبي .
5️⃣ بعد وفاة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى بحوالي الشهر اتصل سيدنا الشيخ أحمد و أعلم الأحباب أنه سيأتي إلى حلب لزيارتهم و ليودعهم لإنه يريد السفر للعمرة و زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولقاء الأحباب هناك .
..............................................


للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:38 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 21 )
1️⃣ تكلمنا عن تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى ،ووصلنا إلى أنه أخبر الأحباب أنه سيأتي ليودعهم قبل سفره للعمرة و زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ...
2️⃣ و كان المقرر وصول فضيلته يوم الجمعة و كنا نترقب دخوله ونحن في المجلس الذي يمتد من صلاة الجمعة و حتى صلاة العصر ولكنه لم يأت ،و كان لدينا مجلسٌ آخر للصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في نفس اليوم بعد صلاة العشاء و أثناء المجلس أطل رحمه الله تعالى بقامته الهيفاء الجميلة وسلم سلاماً عاماً ثم جلس وبعد انتهاء المجلس وقف ليسلم ويصافح كل واحد من الأحباب و كان بعض الأحباب يطلب منه أن يتفضل إلى الغرفة رأفةً به وهو رحمه الله تعالى يصر على السلام على كل واحد من الأحباب رغم كبر سنه و مشقة وعناء السفر...
3️⃣ ثم بعد أن سلم على الجميع ذهب إلى الغرفة التي امتلأت بالأحباب ،و لم يتسن لنا الدخول ،من كثرة الازدحام ومن الواقفين على الباب و من وراء النوافذ ...
4️⃣ لكننا عرفنا أنه رحمه الله تعالى و من أتى بصحبته من إخواننا الأتراك ينزلون في بيت أحد الأحباب جزاه الله خيراًكان قد أعده و فرشه وهيأه ليباركه سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى الذي كان من المقرر أن يعود إلى بلده الحبيب ، إلا أن الأجل عاجله و نزل في ضيافة من نزل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ضيفاً في بيته رضي الله عنه ..
5️⃣ و بعد أن انفض الأحباب ، و ذهب رحمه الله تعالى ليرتاح هو و من معه من الضيوف في بيت ذلك الأخ ، ذهبنا و كنا نحوَ سبعة من الأحباب إلى حيث ينزل و ما أن قرعنا الباب و وقفنا بكل أدب وشوق و تشوف ننتظر الإذن بالدخول فإذا به رحمه الله تعالى يأذن لنا ضاحكاً مرحِّباً ....
.................................................

و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-17-2023 08:40 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 22 )
1️⃣ ....و دخلنا وسلمنا عليه رحمه الله تعالى وجلس معنا طويلاً، ودموع الفرح و الشوق تملأ أعيننا، لأن هذه النسمة الطيبة ،و النفحة المباركة فقدناها منذ هجرة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،و طلبنا تجديد البيعة فأجاب أن هذا يأتي بوقته وليس الآن ، و أثناء هذه الجلسة المباركة سأل عن بعض الأحباب المقيمين في المدينة المنورة،فأثنى الأحباب خيراً وشهدوا شهادة الحق _ و هو رحمه الله تعالى يعرف من يسأل عنه ولكن من باب المشورة تواضعاً منه ،و بعد فترة طلب ألّا نذهب حتى يعود إلينا، لأنه سيدخل إلى إحدى الغرف يتمدد قليلاً ثم يعود...
2️⃣ و كان بين أحبابنا الأتراك شاب منور ،يتكلم العربية و يحب الاستزادةمن بعض المعلومات،وأثناء كلامنا مع ذلك الأخ أطل علينا رحمه الله تعالى قائلاً آثرت الجلوس معكم على أن أبقى في غرفتي ، ثم بعد جلسة من الصفاء و الحب استأذنّا من فضيلته ليرتاح من عناء السفر ،و تعب هذا اليوم ...
3️⃣ و لحق بنا ذلك الأخ التركي إلى باب الدار و استوقفنا ليستزيد من بعض الأمور و طال وقوفنا على الباب مع ذلك الأخ وإذا بنا نسمع صوت شيخنا الحبيب الغالي ينادي ويطلب منا بدل الوقوف على الباب العودة إليه و هرعنا إليه رحمه الله تعالى لنجلس و نتحلق حوله، ونلتصق به كما يجلس الولد الصغير المحب المشتاق الذي فقد حنان الأم ،و عادت أمه إليه لترضعه من لبان عطفها و حنانها و شفقتها وعادت الدموع تملأ الآماق و تنحدر على الخدود ، و هنا مد يده الكريمة الحانية ليبايعنا بعد أن تكرر الطلب منا بكل أدب وشوق و تلهف ...
..................................................

و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 09-24-2023 02:29 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 23 )
1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى ، أنه كان يجالس الأحباب ، و يتفقد أحوالهم، ويسمع لمذاكراتهم ،و يجيب عليها ،و يحسن الحسن، و يصحح و يقوم الخطأ ، ويقعد للأحباب قواعد و أصول الطريق ، و كثيراً ما كان يقول : "أنتم تسألون ،و أنا واجب علي أن أجيب، اكتبوا و لا تضعوا على الرف " و كم كان يسر عندما يقول له أحد الأحباب أنه عمل بالتوجيهات و استفاد كثيراً ...
2️⃣ و أذكر في الفترة التي جاء فيها ليودع الأحباب قبل السفر للزيارة المباركة للعمرة كانت هذه الأيام ، التي استمرت نحو خمسة عشر يوماً ، و الأيام التي كانت بعد قضاء العمرة و عودته بالسلامة كانت أيام لقاء مع فضيلته و ليالي إحياء للقلوب ،فقد كان يذهب لحضور مجلساً للصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في أحد مساجد الأحباب و لكنه كان يذهب بين المغرب و العشاء ليلتقي و يجيب على أسئلة الأحباب ثم يحضر المجلس بعد صلاة العشاء و إن لم يوجد في ذلك المسجد مجلسٌ للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ذهب ليحضر مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في مسجد آخر للأحباب، ثم بعد المجلس كان بعض الأحباب يستفسر و يسأل أين يمكن أن يحظى بمجلس خاص مع فضيلته بعد ذلك المجلس العام الذي كان في المسجد، فإذا علم في أي بيت للأحباب قد يكون اللقاء ،استأذن للحضور فيؤذن له ،و حقيقة كانت تلك الليالي ليالي و صال لو تباع شريتها بروحي..
3️⃣ كانت هذه المجالس و الإحياءات المباركة التي كانت تستمر حتى صلاة الضحى كانت من أيام الله التي لا تنسى و ماتزال خميرتها في القلوب و الأرواح .
4️⃣ رحم الله تعالى سيدنا الشيخ أحمد ، و جزاه الله عنا كل خير ،و جمعنا به في جميع العوالم ،بمعية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

عبدالقادر حمود 10-02-2023 10:27 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 24 )
1️⃣ تكلمت في المرة الماضيةعن تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى و كيف كان الأحباب يتابعون المجالس العامة في المساجد و بعض المجالس التي في بيوت بعض الأحباب الذي يعلن عنها صاحب البيت و يدعو لها الأحباب ،و لكن كان للمجالس التي في آخر الليل مع فضيلته سحر خاص ، و عطاء متميز بحسب استعداد المريد الصادق الذي وجد ضالته المنشودة بعد طول حرمان .
2️⃣ و الطريف في الأمر أنه قال لنا مرةً و هو يبتسم : "ماذا أفعل جبتي في مكان ، و أمتعتي في مكان .."
وأحياناً بعد انقضاء السهرة الأولى في بيت بعض الأحباب ،يقول صاحب الدار : " أن سيدنا يريد أن يرتاح ."فيخرج الأحباب و هم ينظرون إلى سيدنا ،و كلهم شوق للاستزادة ...
3️⃣ و في إحدى السهرات كنا مع فضيلته في بيت بعض الأحباب ، و إذا بسيدنا رحمه الله تعالى ،يطلب منا بكل لطف ،أن نجلس في غرفة أخرى ، و بقي هو مع صاحب الدار و اثنان من الأحباب المقربين ،فامتثلنا لما طلب ، و بعد فترة استدعانا للدخول عليه فرآينا علائم السرور على محياه و هو يقول لنا : " هذا البيت الآن اشتريته مع بعض الأثاث الذي فيه ، الآن لا أحد يخرجكم من بيتكم ; بيت أبيكم ، تأتون متى شئتم ."

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:45 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 25 )
1️⃣ مر معنا أن تواضعوا لمن تعلمونه ، و تواضعوا لمن تتعلمون منه ...
2️⃣ و بعد أن اشترى رحمه الله تعالى تلك الدار،أوكل أحد الأحباب من طلاب العلم أن يتواجد في الدارويستقبل الأحباب الذين جاؤوا لمذاكرة شيخهم ومرشدهم ومربيهم ثم يخبر سيدنا فيأتي ليرد عن استفساراتهم ،و كان يخاطب كلاً حسب عقله ،و قدراته وإمكاناته ، وكان هذا اللقاء المختصر متاحاً للجميع بعد الترتيب مع الأخ الحبيب طالب العلم الموكل بذلك .
3️⃣ و من تواضعه رحمه الله تعالى ،أنا كنا بمعيتة في بيت سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى بعد وفاته ، وأذكر أننا كنا نتناول الطعام و فضيلته كان جالساً على الأريكة لا يأكل و بجانبه ولدا سيدنا الشيخ عبد القادر و كانا أصغر أولاده ،و كنت استرق النظر إليه ،فأراه يقوم بحركات لهما بعينيه أو بيديه ليسرهما و يضحكهما .
4️⃣ _و من توجيهاته في التواضع لأحد الأحباب الذين أرادوا الحج وطلب نصيحة من فضيلته فقال له رحمه الله تعالى : " لو وطأ أحد رقبتك قبِّل يده."
..................................................

و للبحث بقية

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:47 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا ( 26 )
وبعد أن سكن سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى حلب، و اشترى داراً ، و سعى في الحصول على الجنسية السورية، و كادت الأمور أن تخطو خطواتها في ذلك المسعى، و إذا بالأمور تنقلب فيعود رحمه الله تعالى إلى تركيا ،بعد أن ترجح لديه ذلك و هو يقول : " قدر الله " ،و الألم يعتصر فؤاده .
و قد أسر مرةً لبعض الأحباب أثناء إحدى الاعتكافات : " تعرف يقلي ،أنا هكذا ، الطريق هناك يعني في سوريا و أنا هنا ،ماذا أفعل ؟ ".
و كانت زيارات الأحباب تتوالى ،لتنهل من صفاء معين هذا المشرب العذب الذي ماترك رحمه الله تعالى من شاردة و لا واردة لها علاقة بهذا الطريق المبارك إلا وضحها و سهلها و ذللها ،و نقى هذا الطريق من بعض ما دخل عليه و ذلك من باب :" اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ." فرد لهذا الطريق الذي هو المدرسة العملية لتطبيق الإسلام بهاءه ورسخ قواعده و أعلى بنيانه.
و كم و كم سهر الليالي في الاعتكاف ليجيب و يوضح ما يشكل على طلاب الحق و الحقيقة و يجيب عن تساؤلاتهم التي كانوا يرسلونها عبر موقع الطريق المبارك .
و عندما كان الأحباب يأتون للزيارة في الزاوية المباركة ،كان يسلم على كل واحد من الأحباب فرداً فرداً و يكلمه . ثم يجيب أولاً عن اسئلة الزائرين ثم تقرأ له الرسائل التي أرسلت معهم و يتفقد أحوال أحبابه كل في مدينته .
و بعد ذلك كانوا لا يغادرون إلا على ذواق حسي إذ يتناولون طعام الغداء بعد أن تنورت القلوب و أشرقت العقول بنور الوحي الإلهي .
جزاه الله عنا خير ماجزى مرشداً عن مريديه.

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:48 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 27 )
1️⃣ في أولى زياراتنا لسيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى و بعد أن جلسنا مع فضيلته للمذاكرة صعد بنا إلى بيته و جلس معنا ليتناول طعام الغداء و هو يلاطفنا و يمازحنا مثلا : " تناولوا من الفليفلة الحارة فإني أحبها ..."
2️⃣ و مرة نزل رحمه الله تعالى ،يحمل بيديه صينية طعام الأفطار _ لأنه في أولى الزيارات كان الأحباب يبيتون في الزاوية المباركة _و هذا المنظر مما قطع قلب الأحباب و هم يرون شيخهم يحمل الطعام لأحبابه ، فقلنا له : " سيدي و الله لا نطيق ذلك ، لا يتحمل أحدنا أن يرى أباه يفعل ذلك ،فكيف شيخه ؟! "
3️⃣ و مرة كان في زيارة خاصة له أخوان و بعد أن جلس رحمه الله تعالى معهما و آنسهما و أجاب عن استفساراتهما ، ذهب و أحضر معه جبسة " بطيخ أحمر " و قال : " أحمد يقطعها و يجهزها أم من ؟.. "لكن لم يفطن الأخوان لأول وهلة أنه يقصد بأحمد نفسه المتواضعة ،فالتفت كل منهما إلى أخيه ليعرف من أحمد !!
رحم الله شيخنا و جمعنا به في كل العوالم بمعية أسيادنا و أحبابنا .
..............................................

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:49 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : (28 )
1️⃣ كان عليه الصلاة و السلام مع الصحابة الكرام إن لم يوجد غريب ،قد يستلقي بين الأصحاب و يجلس جلسة لا تكلف فيها لأنه بين إخوانه و أصحابه الذي هو لهم كالوالد للولد ...
2️⃣ و هكذا في إحدى الزيارات الخاصة لفضيلته رحمه الله تعالى ،و كان الزائرين له من خلص أحبابه ، فكان مضجعاً ، ثم إذا به يجلس و يعتدل في جلسته قائلاً : " أقسم بالله لا أتواضع، لا أعلم إن كنت من الذين آمنوا و عملوا الصالحات أم لا ! أن يقبل بمحض الفضل منه، اللهم اعف عن تقصيراتنا ."
3️⃣ و في آخر اعتكاف لبعض الأحباب ، و ذلك قبل بدء تلك الفتنة ، في سنة 2012، و بعد أن انتهت أيام الاعتكاف العشر فكان من عادته رحمه الله تعالى، بعد صلاة الفجر يودعه الأحباب و يأذن لمن أراد أن يذهب لبلده و أهله ، و بعد صلاة الظهر يخرج الجميع من الاعتكاف ...لكن هذه السنة و بعد صلاة الفجر و الجلوس للذكر الجماعي و قراءة الأوراد و صلاة ركعتي الضحى لم يطلب من أحد الخروج ،ولا فتح الباب للسؤال عن ذلك ،و بقي جميع المعتكفين و سافر فقط من كان عنده حجز في الطيران ، وبعد صلاة الظهر أخذنا معه جميعا ،و كان عددنا نحو خمسة و عشرين معتكفاً ،و قضينا أيام العيد الثلاثة في الزاوية المباركة و يأتي الضيوف من شتى الولايات و من مرعش الحبيبة ليعايدوا على سيدنا رحمه الله تعالى ...
4️⃣ و لمسنا من تواضعه الشيء الكثير و منها أحيانا يأتي المعايدون و نحن نتناول طعام الإفطار ،فيطلب منا أن نكمل طعام الإفطار و هو يجالس المعايدين في الغرفة الداخلية ريثما ننتهي ..
و كل يوم كان يحهز للأحباب طعام الغداء ، ويقول هذا الطعام من ولدي ،و في اليوم الثاني يقول هذا من حفيدي ، و في اليوم الثالث يقول هذا من والدكم ،و يتفقد الطعام حين يعد و يمد و ينظر إليه و بعد الغداء يسأل إن كان الطعام كافياً أم لا ...
5️⃣ و هو رحمه الله تعالى المرتب الذي يحب أن يكون كل شيء في مكانه ،كان يرى أمتعة الأحباب في الزاوية المباركة و ما كان هذا يسبب له أي إزعاج .
6️⃣ رحمه الله تعالى و جزاه الله عنا خير ما جزى شيخاً عن مريديه.

..................…........................

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:49 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا (29)

1️⃣ ذكرنا كيف أن سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى، كان يتناول الطعام مع أحبابه في بعض الأحيان ،و هذا من الوراثة النبوية ،و قد ورد أنه عليه الصلاة والسلام كان يتناول طعام السحور مع أصحابه أحياناً ،و هذا دليل على تواضعه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حيث كان يأكل معهم و يؤانسهم و يجالسهم تواضعاً منه لهم .
2️⃣ و بعد الذي حدث في سوريا الحبيبة ،حوّلَ الزاوية المباركة إلى موئلٍ لطلاب العلم لاسيما للأيتام و المساكين ،و كذلك للمهاجرين الذين تركوا أوطانهم ،و تأثره الشديد بأحوال المسلمين و ما يصيبهم ،و كثرة دعائه لهم ،و تحذيره من إهراق دماء المسلمين المعصومين ،و الانجراف وراء الفتن و القتل ،و تحذيره من أهل العقائد المنحرفة ،و المذاهب الباطنية ،و أفكار الخوارج و أعمالهم.
3️⃣ _ وفي أحد أيام الاعتكاف ،اجتهد أحد الأحباب بإحضار كنبة مريحة ليجلس عليها رحمه الله تعالى ،بدل جلوسه على الأرض أثناء مجلس الصحبة المبارك ويكون أدعى لأن يراه الأحباب وخصوصاً من يجلس منهم بعيداً ،لكنه رحمه الله تعالى رفض الجلوس عليها و أرجعها و استبدلها بكرسي بسيط يطوى و يفتح و قت الجلوس .

عبدالقادر حمود 11-17-2023 04:50 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 30 )
1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى ، أنه كان يكلم كل واحد من تلامذته حسب عقل كل منهم و قدراته ،و يتأكد منه إن كان قد فهم المقصود، و قد يطلب منه أن يعيد عليه ما فهم.
2️⃣ _و في إحدى الزيارات لا حظ بعض الأحباب في الفندق أن أحدهم و قبل الذهاب إلى الزاوية المباركة ، كان أحيانا يقوم ثم يجلس ،أو ينظر إلى دفتره الذي سجل فيه بعض الاستفسارات مع شيء من الانفعال و الاهتمام ... ثم كان اللقاء مع فضيلته و سلم كل واحد من الأحباب عليه رحمه الله تعالى ثم قعدوا أمامه و كان العدد لا يتجاوز عدد أصابع اليد،و إذا بهذا الأخ يقوم بشكل عفوي و يشير له رحمه الله تعالى أن اقعد ،و قد اتخذ فضيلته مظهراً جلالياً في جلسته و نظراته، و عاود ذلك الأخ القيام أو التقدم نحو سيدنا و في كل مرة كان رحمه الله تعالى يشير له بالقعود..
3️⃣ و بعد عدة مرات من هذا التصرف العفوي و سيدنا يأمره بالكلام أو بالنظر، وإذا بأساريره رحمه الله تعالى تنفرج ، و تفتر شفتاه عن ابتسامة لطيفة جميلة ، و إذا بالمظهر الجلالي يتحول إلى مظهر جمالي ،و هو يقول لهذا الأخ المحب : " تعال ياولدي ماذا تريد ، لقد أطرت عقلي ."
_4️⃣و كثيراً ما سمعنا منه ( سعادة المرء في شيئين : التعظيم لأوامر الله تعالى ، و الشفقة على خلق الله تعالى .)
5️⃣ وبهذا التواضع و الصبر على خلق الله تعالى، انتشر الطريق بفضل الله تعالى ،و بركة أهل السلسلة الذهبية، التي كل أفرادها من السند العالي ،في أرجاء المعمورة شرقاً و غرباً،و حتى أنها وصلت إلى غير المسلمين ،و دخل بعضهم إلى الإسلام .
6️⃣ و كانت تأتيه الأسئلة من كل بقاع الأرض من عامة المسلمين و علمائهم ، فيجيبهم بقدر الإمكان ، مع سهولة العبارة ، وتبسيط الفكرة ،و تبيان وجوب اتباع الشريعة، و أن الشريعة أصل ،و الطريقة فرع .

عبدالقادر حمود 12-02-2023 07:41 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 31 )

1️⃣ من توجيهات سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى لمن يطلب العلم (الشرعي أو الكوني ) "ألّا يكون العلم آلة للغرور ،و إن كان دخول الامتحانات فيه خير لهم ( للطلاب ) و لدينهم فوفقهم إليه ، وإن كان فيه ضرر لدينهم و دنياهم فاصرفهم عنه و اصرفه عنهم " .
2️⃣ _ وقال : "أنه إذا وقف ليصلي ،كان كهذه و أشار إلى أهداب السجادة بين يدي ربه ، أما إذا جلس هناك و أشار إلى المقعد حيث يجلس ليقررقواعد هذا الطريق المبارك ،فإنه لا يسامح أحداً و لا يتنازل لأن هذا دين الله تعالى ،و دين الله تعالى لا يملكه ."
3️⃣ _ وثمةحادثةتدل على تواضعه، و فهمه الراقي، و امتثاله لآداب الطريق و محبته لشيخه الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى :
4️⃣ في إحدى زيارات شيخه الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى لفضيلته في مرعش الحبيبة ، أحب الشيخ عبد القادر الخروج في نزهة إلى البر ( خارج المدينة )و كان كل منهما رحمهما الله تعالى في سيارة، وبرفقة كل منهما الأحباب ، فاجتهد سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى أن تكون سيارته في المقدمة ليدلهم على الطريق، و اجتهد أيضاً أن يدخل إلى ساحة جانب الطريق الأساسي ،فيها بقاليات ليشتري بعض الأطعمة و الفاكهة ،و ما يؤكل في مثل هذه النزهات ، وحرص ألّا يتأخر ،فلما صعد السيارة ، وأخذ الطريق العام و إذا به يتفاجأ بعد فترة من المسير ، بسيارة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى تقف أمام مفترق الطريق، و لا يعرف من أيهما يتابع الطريق ... فقال رحمه الله تعالى : " علمت أني أخطأت إذ لم أعلمه بذلك، فنزلت من السيارة و جئت إلى سيارة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،و وقفت بجانب الباب حيث يجلس و كان قد فتح الباب، لأعتذر عما حصل ...لكن سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،اتخذ مظهراً جلالياً تربوياً تجاه ما حصل، و أنا ساكت مطرق الرأس، ثم ما كان مني إلا أن جلست على ركبتي _و السيارات تمر على الطريق و يمكن أن يروني و أنا على هذا الحال ، حتى تدخل أحد الأحباب الذي كان في سيارة سيدنا الشيخ عبد القادر و طلب منه أن يسامحني و يعفو عني ، و عندها أشار لي سيدنا أن أنهض و ألتحق بسيارتي ..
5️⃣ و قد عقب سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى على هذه الحادثة ، جثوت على ركبتي ،على قارعة الطريق ، و أنا بهذه السن، و مأذون بالخاص، لكنه شيخي ...
و كأن سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ، أراد أيضاً أن يظهر لأحبابنا عملياً كيف يكون أدب المريد في هذا الطريق المبارك مع شيخه و مع إخوانه .
6️⃣ رحمهما الله تعالى و نفعنا بفيوضاتهما و أنوارهما و حشرنا معهم تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
…............................................

عبدالقادر حمود 12-02-2023 07:42 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 32 )

1️⃣ كما أسلفنا سابقاً أن للتواضع صلة بالشفقة و الرحمة على خلق الله تعالى ، فإذا جمع لها تعظيم أوامر الله تعالى تحققت سعادة المرء المسلم بفضل الله وتوفيقه كما سمعنا ذلك من فضيلته مراراً.
2️⃣ ومن ذلك أننا زرنا بمعية سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى ،في حلب بيت أحد أحبابنا الأفاضل، وكان رحمه الله تعالى محباً لسيدنا و للطريق و للأحباب الذين كان لا يألو جهداً بمساعدتهم وخاصةالفتية من طلاب العلم ...
3️⃣ فلما دخلنا بيته فرح جداً ،وانشغل قليلاً بما سيكرم به شيخه و من معه ،فأشار سيدنا رحمه الله تعالى لولد ذاك الأخ أن يجلس بجانبه ،ثم همس بأذنه أن يذكر له اسم كل أخت من أخواته ،فلما ذكر اسم أولاهن ،أخرج سيدنا من حافظة نقوده خمسمائة ليرة سورية جديدة و أعطاه إياها ،و كان هذا الطفل كلما ذكر اسم أخت له يعطيه سيدنا خمسمائة ليرة حتى أصبح معه ستاً من فئة الخمسمائة ثم أعطاه واحدة له فأصبحن سبعاً ، وكانت النقود جديدة والطفل ممسكاً لها فإذا بوالده يدخل ويرى ذلك فيبتسم و يقترب من سيدنا رحمه الله تعالى قائلاً :ألست ولدكم ياسيدي فتبسم سيدنا رحمه الله تعالى وأخرج له خمسمائة و أعطاها للوالد فتوقف ثم قال :" سيدي أليست أهلي ابنتكم أيضاً ،فافتر ثغر سيدنا بابتسامة جميلة و أرسل لها كذلك خمسمائة ليرة.
4️⃣ ومن تواضعه كنا نراه أيام الاعتكاف إذا أراد تجديد الوضوء يتخفف من لباسه و يمشي مشية العبد المتواضع و يسلم بطريقه على الأحباب في ذهابه و إيابه وفي إحدى المرات عندما حاذى بعض الأحباب توجه أحدهم بالكلام إلى سيدنا رحمه تعالى وتمثل بأبيات لسيدنا ابن عليوة يقول فيها : "أنا سر الرحمن ،
أنا الكل مني .....
5️⃣ سمع سيدنا ذلك ثم ذهب ،ولما عاد نادى ذلك الأخ وأخذه معه إلى مقصورته حيث يخلو وقت راحته ،و سأله : " ماذا قلت ؟"
فذكر ذلك الأخ المحب الأبيات ..
فكان جوابه رحمه الله تعالى :
"يا أخي هذا حقكم ، لكن لا تقل أمامي ،هو _ويعني سيدنا ابن عليوة رحمه الله تعالى _هو كذلك ، وإني كذلك ، أنا فاني ليس لي وجود.
6️⃣ رحمه الله تعالى ،و أسكنه فسيح جناته و حشرنا معه وأسيادنا و الأحباب تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
..............................................

عبدالقادر حمود 12-04-2023 07:44 PM

رد: من تواضع أسيادنا
 
من تواضع أسيادنا : ( 33 )

1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى أنه كان أحدهم يتصل به رحمه الله تعالى ، و عندما كان يرفع السماعة لا أحد يرد ، فكان رحمه الله تعالى يقول له : " لِمَ تعذبني تكلم ." و بكل لطف كان يتكلم معه و يطلب منه أن يرد .
2️⃣ و في إحدى الزيارات لفضيلته ، وكان الطقس شتاءً ، و الغيوم سوداء ،و الشمس لم تظهر وراء تلك الغيوم ...فلما وصل الأحباب إلى الزاوية المباركة وسلموا على فضيلته ،طلب من أحدهم أن يسأل ،فقال ذلك الأخ : أتينا إليكم سيدي والجو مظلم ، و الغيوم سوداء ،و ما أن دخلنا سيدي هذه الزاوية المباركة بكم ، فإذا شمس هذا الكون طالعة ...
فأجاب رحمه الله تعالى : "ما غابت شمسه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منذ أن طلعت ....
3️⃣ فمن تواضعه رحمه الله تعالى ،لم ينسب شيئاً لنفسه مع أنه وارث محمدي ،و الوارث له النصيب من تلك الوارثة، و مع ذلك كنا نسمع كثيراً من فمه الشريف : " أن الكامل المكمل هو رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقط ، و أن القرآن الكريم هو أعظم مرشد ...
4️⃣ و في إحدى الزيارات لفضيلته رحمه الله تعالى ، و كان في مزرعته المتواضعة ، و عند انتهاء تلك الزيارة وقف الأحباب لوداعه ،أمسك بيد أحدهم و شد عليها وقال له : " تذهبون !؟ مع من أتكلم ؟ مع الأشجار ....مع الأحجار ...؟!
.................…........................


الساعة الآن 03:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى