رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً
-قال الله تعالى ( وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )
اي : استقم كما امركَ ربُّك تعالى ، لا كما تفكَّرتَ بعقلِك فإذا أصبتَ وإلا أخطأت .
- إن عظمة الرُّبوبيّة الظّاهرة في مجموع الكون وتُثبِيتُ الوحدانيّة الإلهيّة وتدلّ عليها ,
كما أنّ النّعمة الرّبانيّة التّي تعطي الأرزاقَ المقنّنةَ - حتى الجزئيّات ذوات الحياة - تثبتُ
الأحديّة الإلهيّة وتدلّ عليها .
وأمّا الواحديّة فتعني : أنّ جميع تلك الموجودات ملكٌ لصانعٍ واحدٍ ، وتتوجه
لصانعٍ واحدٍ ، وكلُّها إيجادُ موجدٍ واحدٍ . المكتوب العشرين صفحة /305/ .
- وقايةُ اللهِ أغنتْ عنْ مضاعفةٍ *** منَ الدَّروع وعن عال منَ الأطُم
ماسامني الدَّهرُ ضيماً وأستجرتُ به*** إلا ونلتُ جواراً منه لم يضّم
- حُكيُ أنّ محمّد بنَ كعب القرظيّ رحمه الله تعالى قال : كنت في مسجد الكوفة في ليلةٍ من الليالي ، فبينما
أنا في نصف الليل فإذا انا بعليِّ بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما قد ّ جاء ووقف بالمسجد وهو
يقول في بعض مناجاته : يا حبيبي وقرّة عيني غَلَّقتِ الملوكُ أبوابَها وطافت عليها حرَّاسُها وبابُك
مفتوحٌ . ثم دخل المسجد وصلَى ركعتين ثمّ أنشد يقول :
لبَّيْكَ يامنْ أنتَ مولاه *** فارحمْ عُبَيْداً إليكَ ملجاهُ
عليكَ ياذا الجلال معتمدي***طُوبى لمنْ كنتَ أنتَ مولاهُ
طوبى لمنْ كان خائِفاً وجِلاً***يشكو إلى ذي الجلال بلواهُ
وما به علَّةٌ ولا سقم*** أكثر من حبِّه مولاهُ
إذا خلا في الظَّلام مبتهلا *** أكرمه اللَهُ ثمَّ لبَّاهُ
قال محمد بن كعب فسمعت هاتفا ً من السماء يقول : ( أرجع إلى رسائل الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى ترى جواب مناجاته ) .
- ذهب أهلُ الحقِّ إلى أنّ النَّفس - أي الروح - مختلفةٌ بحسب جواهرها
فمنها : روحٌ علويَةٌ لها شعورٌ بعالم الأروح فتستفيدُ بالفيض من عالم الأرواح أموراً عجيبةً .
ومنها : نفوسٌ كثيفةٌ كدِرةٌ مشفوفةٌ بالجسمانيّة لاحظَّ لها من عالم الأرواح .
قال الله تعالى :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) سورة الحجر /75/
أي : فيما حل ّ بهم من الدّمار والعذاب لَدَلالات وعلامات للمعتبرين المتأمِّلين بعين البصر والبصيرة .
- إنَّ الإنسانَ المؤمنَ قد أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمانُ وخلصَ من الكفر وهو أقبح القبائح .
وحقُّ المؤمنَ أن يعمل عملا صالحاً حتّى يكونَ عملُه موافقاً لمقتضى الإيمان
ويمكن للمؤمن أن يعمل المعاصي فيكون بها فاسقاً قد أحبط عقابُ معصيته ثوابَ طاعته .
حين ذلك يرجح جانب الوعيد نعوذ بالله تعالى .
أنَّ المؤمنَ لابدَّ وأنْ يعتدلَ خوفُه ورجاؤه ، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
( لو وُزنَ خوفُ المؤمن ورجاؤه لاعتدلا ) .
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :
(مامنْ عبدٍ يَسْتَرْعيهِ اللهُ رعيّةً ، يموتُ وهو غاشٌ لرعيَّته الا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة )
فخر الرازي ج 3-4ص 138الحديث - للبخاري ومسلم جامع الصغير مجلد 2 ص 518
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-17-2011 الساعة 07:11 AM