عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2009
  #1
ساره
محب نشيط
 الصورة الرمزية ساره
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 17
ساره is on a distinguished road
افتراضي من معجزات الحبيب

اليوم نعيش مع احدى هذه المعجزات وهي قصة قدح اللبن الذي شرب منه عدد من الصحابة فرواهم وأشبعهم، على الرغم من انهم كانوا جوعى وعطاشاً لدرجة كبيرة. انها البركة المحمدية.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: والله، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي خرجوا منه، فمرّ أبو بكر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمرّ عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعني. فلم يفعل، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي، وما في نفسي، فقال: “أبا هريرة” قلت له: لبيك يا رسول الله فقال: “الحق” واستأذنت فأذن لي، فوجدت لبنا في قدح، قال: “من أين لكم هذا اللبن؟” فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان قال: “أبا هريرة”، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي” قال أي أبو هريرة: وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل، ولا مال، إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم، ولم يصب منها. قال أبو هريرة: وأحزنني ذلك، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، وقلت: إذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم، ولن يبقى لي من هذا اللبن. ولم يكن من طاعة الله ورسوله بُد، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: “يا أبا هريرة خذ فأعطهم” فأخذت القدح، فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة، ثم رفع راسه ونظر إليّ وابتسم، وقال: “أبا هريرة”، فقلت لبيك رسول الله، قال: “بقيت أنا وأنت” فقلت: صدقت يا رسول الله. قال: “فاقعد فاشرب” قال: فقعدت فشربت، ثم قال لي: “اشرب” فشربت فما زال يقول لي: اشرب، فأشرب حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا، قال: “ناولني القدح” فرددته إليه فشرب من الفضلة.
وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهي آية النبوة المحمدية، إذ قدح لبن لا يروي ولا يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحال من الاحوال، فكيف أرواهم وأشبعهم؟ إنها المعجزة النبوية، وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون صلى الله عليه وسلم هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذي شرب منه جماعة من الناس.


عكة السمن

ويروي الحافظ أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كانت لأمي أم سليم شاة، فجمعت من سمنها في عكة، فملأت العكة، ثم بعثت بها ربيبة فقالت: يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها، فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم قال: “أفرغوا لها عكتها”. فأفرغت العكة ودفعت إليها قالت: فانطلقت بها، وجئت وأم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد، فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر، فقالت: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: بلى قد فعلت، فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت ومعها ربيبة، فقالت: يا رسول الله إني بعثت معها إليك بعكة من سمن قال: “قد فعلت قد جاءت” قالت: والذي بعثك بالحق، ودين الحق: إنها لممتلئة تقطر سمنا. قال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعم نبيه، كلي وأطعمي” قالت: فجئت إلى البيت، فقسمت في قعب لنا، وكذا أو كذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين.
هذه إحدى المعجزات المحمدية، إذ ليس مما جرت به سنة الله في الخلق أن يمتلئ الإناء سمنا بعد إفراغه منه، ويرى ذلك رأيَ العين وينتفع به.

خبز الشعير

وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم ارسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرسلك أبو طلحة؟” فقلت: نعم، قال “بطعام” قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: “قوموا” فانطلق، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هلم يا أم سليم ما عندك؟” فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول، ثم قال: “ائذن لعشرة” فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: “ائذن لعشرة” فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال “ائذن لعشرة” فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: “ائذن لعشرة” فأكل القوم كلهم، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.
أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بلى وربي إنها لمن أعظم المعجزات، إن أقراصا عدة حملها غلام تحت إبطه يُطعَم منها ثمانون رجلا، ويشبع كل واحد منهم شبعا لا مزيد عليه.
منقول من جريدة الخليج
__________________
اللهم صلى على خير خلقك سيدنا محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وعلى اله وصحبه وسلم

ساره غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس