الأسماء الإلهية ثلاثة أقسام (1)
"الأسماء الحسنى تسعة وتسعون، منها:-
عشرة أسماء ذاتية كمالية (2): وهي التي منها اسم"الله"، واسم"النور"، واسم"القدوس".
ومنها: تسعة عشر اسماً جلالية (3) : وهي التي منها: اسمه"القهار"، "الجبار"، المنتقم".
ومنها: سبعون جمالية (4) : منها"الرحيم"، "الكريم"، "الحليم".
فالأسماء الذاتية الكمالية: ليس للعبد حظٌّ في التخلُّق بها، لأنها من خواصِّ الحضرة العليَّة، وما عدا ذلكمن الأسماء التسعة والثمانين ، يكون للعبد حظٌّ في التخلُّق بها، والتحقُّق بسرِّها.
فمثلاً اسمه تعالى"المنتقم": يتخلَّق به الوليُّ فينتقم من الظالم انتصاراً للحق والشرع (5) .
واسمه "الشديد" : يتخلَّق به المؤمن تشديداً على الكفار (6) .
======================================
(1) : تنقسم الأسماء باعتبار الذات والصفات والأفعال إلى: ذاتية كـ"الله". والصفاتية:كـ:"العليم". والأفعالية: كـ:"الخالق". وتنحصر باعتبار الأنس والهيبة عند مطالعتها في الجمالية كاللطيف، والجلالية كالقهار.
والصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلى: ذاتية وهي سبعة: " العلم، والحياة، والإرادة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام". وباعتبار تعلقها بالخلق إلى أفعالية، وهي ما عدا السبع. ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء، دون الكلّ ، كحظِّ الملائكة من اسم "السبُّوح، والقدُّوس" ولذا قالوا:{نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك }. وحظ الشيطان من اسم "الجبار، والمتكبر"، ولذلك عصى واستكبر.
واختصّ الإنسان بالحظ من جميعها، ولذلك أطاع تارة، وعصى أخرى. وقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} ، أي: ركَّب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة، وهيَّأه بتلك اللطائف للتحقُّق بكل الأسماء الجلالية، والجمالية. انظر: التهانوي 4/60.
(2) : الأسماء الذاتية: هي التي لا يتوقف وجودها على وجود الغير، وإن توقف على اعتباره وتعقُّله، كالعليم، والقدير، وتسمى الأسماء الأولية، مفاتيح الغيب، وأئمة الأسماء. ذكره القاشاني في معجم اصطلاحات الصوفية 28.
(3) : ومراتب الوجود هي حضرة الأسماء الجلالية كاسمه "الكبير، والعزيز، والعظيم، والجليل، والماجد" إلى غير ذلك من الأسماء الجلالية،ذكره سيدي عبد الكريم الجيلي في مراتب الوجود 19، وقال: وقد ذكرنا جميع الأسماء والصفات في كتاب: شمس ظهرت لبدر قرهي" وهو المجزوء الرابع من أربعين من كتاب القاموس الأعظم والناموس الأقدم.
(4) : قال سيدي عبد الكريم الجيلي في مراتب الوجود: " من مراتب الوجود وهي حضرة الأسماء الجمالية كاسمه "الرحيم، والسلام، والمؤمن، واللطيف" إلى غير ذلك من الأسماء الجمالة، ويلحق بها الأسماء الإضافية وهي:"الأول والآخر، والظاهر، والباطن، والقريب، والبعيد". انظر: المرجع السابق 20.
(5) : وأول ما تنتقم منه نفسك وهواك، ومن كل من يقطعك عن مولاك.
(6) : ويحب للناس ما يحبه لنفسه من العفو وغفران الزلَّة، وأن يكون عوناً للتوبة والإصلاح وأن يقبل ممن أساء إليه التوبة فيكون من أهل الرحمة بعباده المؤمنين، وعلى العبد بمقابل ذلك أن يكون شديداً في مواطن البأس والشدة، على نحو ما وصف به تعالى عباده المؤمنين بأنهم: {أشداء على الكفار رحماء بينهم }، وأن يلتزم الأسوة بالرؤوف الرحيم بالمؤمنين - صلى الله عليه وآله وسلم - فإنه كان حليماً لا يغضب إلا لله كما كان لا يقبل الشفاعة عند قيام البينة علي حد من حدود الله على الخطة التي أمر الله بها في عقاب أهل الزنا" {وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} وذلك زجراً بالشدة في مواقف الشدة، وقمعاً للفساد وأهله. وبهذا عميم الرحمة لما ينفع الناس ويحييهم، كما قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ} - البقرة 179 - ويلتزم العبد في كلا الحالين الميزان الذي وضعه الله تعالى للرأفة والرحمة بما وصف به سبحانه وتعالى نفسه بقوله: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ } بمقابل: {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} فإن حياة الإنسان وهو يتأرجح بين النجدين من الخير والشر تقابل بهذه الموازين من أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين، شديد العقاب، الذي رفع السماء و{ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ولا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا للأَنَامِ} ليتعارفوا ويتعاونوا ويجاهدوا أهل الفساد والإفساد. {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} وإذا أمهل للتوبة أهل الإصلاح فإنه مع أهل البغي والطغيان والفساد : {شَدِيدِ الْعِقَابِ}." اهـ69
(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات