"فحلاوة القصب : مددٌ من"اللطيف، الحكيم". وطيب الورد: نفحة من"الرب العليم". ولون الشجر: من آثار"الجليل، الرحمن". والنبات في الأرض: من مدد"الحفيظ، القريب". وإحياء الحيوان: من مدد"الحي، المجيب". ورفع السماء: من مدد"القوي، القادر". وإشراق النور في الكواكب: من مدد"النور" الهادي للأجسام والبصائر. وإرسال الرسل: مدد من"الله" العطوف. وإجابة الدعاء: مدد من"الرب، الرؤوف". وإنزال الكتب: مدد من"الحنَّان". وتيسير القرآن للذكر: فضلٌ من"الديان". ووجود الحواسّ والعقل: فيضٌ من"المعطي الوهاب". وتسخير الكائنات للعبد: مددٌ من "الرحيم التوَّاب". وما من ذرَّة في نفسك وفي اآفاق إلا وتجلَّى فيها اسم"الواحد، الخلاَّق" 1.
==================== الحاشية ======================
1- : وفي هذا المعنى ورد في بعض مناجاة سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وأرضاه وعنا به:" كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي أظهر كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر بكل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر في كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر لكل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الظاهرُ قبل وجود كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أظْهَرُ من كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أقرب إليك من كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ ولولاه ما كان وجودُ كل شيء ؟ يا عجباً كيف يَظْهَرُ الوجودُ في العَدَم ؟ أم كيف يثبت الحادثُ مع مَنْ له وصْفُ القِدَم ؟ ".فبين رحمه الله تعالى في هذه الحكمة – كما قال سيدي أحمد بن عجيبة في شرحها – بين الأدلة التي تدل على أنه سبحانه لا يحتجب بالأكوان، وأتى بها على وجه استبعاد أن يتصور ذلك في الأذهان، فقال :" كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي أظهر كل شيء" حيث إنه هو الذي أوجده بعد العدم، وما كان وجوده متوقفاً عليه لا يصح أن يحجبه ، وقوله : ظهر بكل شيء ؛ أي من حيث أن كل شيء يدل عليه، فإن الأثر يدل على المؤثر :
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد
قال تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } (53) فصلت . وقولُه : "ظهر في كل شيء" ؛ أي من حيث أن الأشياء كلها مجالي ومظاهر لمعاني أسمائه، فيظهر في أهل العزة معنى كونه معزاً ، وفي أهل الذّلة معنى كونه مذلاً ، وهكذا . . . وقولُه : "ظهر لكل شيء" ؛ أي تجلى لكل شيء حتى عرفه وسبحه . كما قال تعالى : {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُون} (44) الإسراء . وقولُه : "وهو الظاهر قبل وجود كل شيء" ؛ أي فهو الذي وجوده أزلي وأبدي ، فوجوده ذاتي ، والذاتي أقوى من العَرَضي ، فلا يصح أن يكون حاجباً له . وقولُه : "وهو أظهر من كل شيء" ؛ أي لأن الظهور المطلق أقوى من المقيد ، وإنما لم يُدْرك للعقول مع شدة ظهوره لأن شدة الظهور لا يطيقها الضعفاء ، كالخفاش يبصر بالليل دون النهار لضعف بصره لا لخفاء النهار ، على حد ما قيل
:
ما ضرَّ شمسَ الضحى في الأُفْقِ طالعةً *** أنْ لا يرى نورها من ليس ذا بصر" اهـ
(يتبع إن شاء الله تعالى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات