"وقد وردت أدعية كثيرة يشير إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن فيها الاسم الأعظم، وهي بالنسبة لصاحبها الذي نال سرَّها وخصوصيتها (1) .
وفي الحقيقة: أن سرَّ الاسم الأعظم لا يؤخذ من الكتب، وإنما يؤخذ من أفواه العارفين، الذين رفعت لهم الحجب، فإن كل إنسان له استعدادٌ لاسم يخصُّه ينال به الإسعاد:-
فمنهم: من يهيمه الجمال فيحظى بالوصال.
ومنهم: من يهذِّبه الجلال فيفوز بالكمال.
ومنهم: من يكون دواؤه في اسمه "الواسع، القادر".
ومنهم: من يكون عطاؤه في اسمه "المانع، القاهر".
فابحث عن العارفين لتحظى بالكنـز الدفين (2) ." اهـ100
اقتباس:================== الحاشية =================
" (1) - : منها على سبيل المثال لا الحصر : ما أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث أسماء بنت زيد:" إن اسم الله العظم في قوله تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }وأوائل آل عمران في قوله: {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }.
وروي في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن بُريدةَ رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللَّهمّ إني أسألك بأني أشهدُ أنك أنتَ اللّه لا إِلهَ إِلاّ أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال: "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ تَعالى بالاسْمِ الَّذي إذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ أجابَ" وفي == رواية "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ باسْمهِ الأعْظَمِ" قال الترمذي: حديث حسن. وأخرج الديلمي : أن اسم الله العظم في آيات آخر سورة الحشر – كما مر -.
وفي مجمع الزوائد: وعن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى". رواه أحمد والطبراني في الصغير ورجال أحمد ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وإن كان ثقة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي".
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن الضريس عن بريدة قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده، فإذا رجل يصلي يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا نت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على عائشة ذات غداة فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت فتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت. فقال:"والله إنها لفي هذه الأسماء". رواه الطبراني في الأوسط.
وتطول الروايات في هذا الباب تأصيلاً وتفريعاً وتعليقاً، وإلحاقاً ، واستنتاجاً، وليس من مقصودنا هنا غير أنه مما تحسن الإشارة إليه ما ورد ثابتاً من أن اسم الله الأعظم جاء في دعاء يونس:{ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }، وفي دعاء آدم وحواء عليهما السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الْخَاسِرِينَ } وهناك آثار أخرى سترد في ثنايا هذا الكتاب عن المحدثين والأولياء والصالحين رجال البركة والمدد. وقد ألف كثير من الئمة والمحدثين، وأهل الله العارفين رسائل كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تبركاً:
1 - جواب من استفهم عن اسم الله الأعظم لابن بنت الميلق.
2 – الدر المنظم في الاسم الأعظم للإمام السيوطي.
3 – غاية المغنم في الاسم الأعظم لابن الدريهم.
4 – القول الأتم في الاسم الأعظم – للإمام السخاوي.
5 – لباب المغنم في معنى الاسم الأعظم لسيدي عمر اليافي.
6 – السر الملهم في بيان معرفة الاسم الأعظم لمحمود أبو الشامات.
7 - التوحيد الأفخم بالتوسل بالاسم الأعظم لحسن بن رضوان.
8 – العقد المنظم في الاسم الأعظم – لابن طولون.
9 – بهجة النور الأتم في بيان اسم الله الأعظم لمحمد بن عمر الغزي.
10 – في رياض الاسم الأعظم – للشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية رضي الله عن الجميع، ونفعنا بهم وأمدنا بإمداداتهم.
(2) : وفي كلامه هذا حثٌّ منه - رضي الله عنه - على ضرورة صحبة المشايخ العارفين ، والبحث عنهم أنى وجدوا، لينال المحب الصادق حظه منهم في تدريب النفس على ما تكره، وامتثال ما تؤمر، لأن هذا الأمر لا يكون إلا على يد شيخ مربٍّ، عارف بدقائق النفس، ومداخل الشيطان، ليصف لمريده الدواء الشافي، من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، ومجاهدة الشيطان وجنده من الإنس والجان، ومخالفة الهوى، وما إلى ذلك من قواطع تكون في طريق المريد أثناء سلوكه إلى رب العالمين، ومن لم يكن له في هذا الأمر شيخ فلا يطمع في النجاح والفلاح، والوصول لا يكون إلا على يد شيخ مربٍّ صادق من شيوخ التربية ولو لم يكن هذا الشيخ من أساطين العلم، فالمعلوم والمجرب عبر سلسلة كثير من الأئمة العارفين أن أكثرهم كانوا من الذين حصلوا ما هو مطلوب من العلوم الشرعية الضرورية لإقامة العبادات على وجهها الصحيح ، ثم اشتغلوا بتهذيب نفوسهم، وترقيتها، إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فكان من تلاميذهم ومريديهم كبار الأئمة من علماء الظاهر، منهم سيدي أبي الحسن الشاذلي مع شيخه سيدي عبد السلام بن مشيش - وقد كان رضي الله عنه من أساطين العلم - وكذلك سيدي ومولاي العربي بن أحمد الدرقاوي الشاذلي مع شيخه سيدي علي الجمل، وكذلك سيدي الإمام الشعراني مع سيدي علي الخواص – رضي الله عنهما ، وكذلك سيدي محمد بن المبارك مع سيدي عبد العزيز الدباغ، وغيرهم كثير كثير مبارك، لا يتسع له المجال هنا. رضي الله عنهم وأرضاهم وأمدنا بمددهم، ونفعنا ببركتهم في الدارين بجاه سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم. " اهـ100
(يتبع إن شاء الله تعالى مع: أسباب السعادة.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات