رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : يقول شيخنا سيدي وسندي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى في بعض وصاياه :
{1} لابد من الأخذ بالشريعة المطهرة ، والعمل بها ، لأن الأخذ بها أخذ بالوحي السماوي الإلهي ، الثابت على لسان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام ، من الرب الكريم سبحانه وتعالى ، ومن ترك الأخذ بالشريعة فهو واحد من اثنين :
1ً - إما أن يكون فاسقاً ، لأنه ترك العمل مع وجود الاعتقاد .
2ً - وإما أن يكون كافراً خارجاً عن الدين والعياذ بالله ، لعدم وجود الاعتقاد ولمخالفته الشريعة .
والشريعة تُقَوّم الطريقة ، وتصححها ، أما طريقة بدون تمسك بالشريعة فهذا لا يكون ، لأن الشريعة أصل ولها مقام السيادة ، والأصل لاينقلب إلى فرع ، والسيد لايكون عبداً ومسوداً ، وطريقة بدون شريعة تفتح باب الزندقة أمام صاحب الطريقة الذي لم يلتزم الشرعَ الشريف ، وهذا هو المقرر عند القوم رضي الله عنهم ونفعنا بهم . فكل من ادعى انتسابه للطريقة لابد له من التزام الشريعة والسير في مقام الإحسان الذي هو المقام الثالث في مقامات
ـــــــــــــــــــــــــــ29ـــــــــــــــــــــ ــــــــ
الدين ، والذي سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه : { الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك } رواه مسلم . وبهذا القيد يظهر الذين صدقوا في انتمائهم للطريقة من الذين كذبوا . كثير من الناس يقولون : إن الطريقة مهمة ، ولكن لايعملون بالشريعة ولا يتمسكون بها ، وربما أخذوا بأقوال مشايخهم وتركوا القرآن والسنة . نحن نقول : الطريقة مهمة ولكن نعتقد أنها جزء من الشريعة فلابد من الأخذ بالكل ، والولاية دليل رجحان الشريعة ، والطريقة برهان الشريعة ، فمن تمسك بالشريعة والطريقة يثبت له بإذن الله انتماء إلى مقام الصديقين ، وعندها يعرف عين اليقين بعد علم اليقين كيفية تبليغ الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الشريعة .
هذا هو الطريق الأساسي الذي يجمع بين الشريعة والطريقة ، فمن جمع بينهما فقد تحقق ، ومن اسقط الشريعة دون الطريقة فقد تزندق ، ومن اسقط الطريقة دون الشريعة فقد تفسق ، لأنه ترك مقام الإحسان وهو جزء من الدين . نسأل الله عزوجل أن يوفقنا لأن نسير سير الكمل من الرجال الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة سلوكا وعملاً .
{2} يجب عليكم أن تدعوا الناس إلى الشريعة ، والطريقة جزء منها ، وقبل أن تدعوا طبقوا على انفسكم ، وادعوا الناس إلى
ـــــــــــــــــــــــ30ــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 08-05-2018 الساعة 12:17 PM