بقي عبدالله في خيمته اياماً حتى مرت بها جماعة معهم سيدة رأت حالته فطلبت من جماعتها البقاء لمداوة هذا الرجل باعتباره تملك الخبرة بالطب و بقيت هذه العجوز معه اياماً و هي تعمل على خدمة وراحة باله و كانت في كل مرة تسأله عن شيء يأبى اجابتها حتى لا يشوه سمعة عشيرته حتى شفي تماماً و شكر العجوز و اعطاها الخيمة وما فيها و انطلق لوحده صوب نهر الفرات حيث عبره من احد المعابر الكثيرة قرب الرقة ثم تابع سيره الى الجزيرة العليا و اثناء ذلك كان عبدالله متأثراً من عشيرته لذلك لم يسأل عنهم و في هذه الاثناء كانت شهرة رجل ذائعة الصيت بكرمه و سخائه يدعى تمر باش ذلك الرجل الكريم هو جد ابراهيم باشا الكردري الاصل تيمور باشا هو تمرباش زعيم عشيرة العبرة المعروفة بعشيرة الملي و عمل عبد الله ساقي قهوة و كان كثيراً ما يتعرض لمواقف لكنه ينساها حتى تعرض لموقف من تمرباش و تفجرت ينابيع شاعرية واخذ الربابة المعلقة ليلاً و اثناء نوم الجميع لينشد هذه الابيات
هلي مالهم بدار الجار شيا وهم اللي لعظم الضد جارشينا
يفاضل على الجارات ما جرت شينا و لاودوا صحاب على خباب
هلي عز النزيل وعز منزال ودوم الهم على الدربين منزال
عشوب الناس تنبت و هي من زل خضر ما يبسوا بارح هوا
هلي عز النزيل و عز من كال ثكال الروز ما هم حجر منكال
انجاد الناس هظل من كال هلي نيسان طم العاليات
هلي اهل المحمس و البريجي و كهوة غيرهم حنظل بربجي
هلي مثل الزواعج و البريجي ارتمت منها الزلازل كالطواب
هلي يهل المراتب و الدواوين و على كلوب العدا بنو دواوين
اسيل الدار وين اهل الدواوين عذوا يا حسرتي حدر التراب
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .