ماجد الراوي
ماجد الراوي ورحلته مع مسابقة شاعر العرب ظلمتني لجنة التحكيم لكني حظيت بإعجاب الجمهور
صحيفة الفرات
ماجد أحمد الراوي أحد شعراء وادي الفرات الذي ورث موهبته الشعرية من عائلة أدبية ونهل من موارد الأدب العربي القديم والحديث وحفظ الكثير من مذهبات الشعر العربي فجاء بدوي الطباع في ثوبٍ حضري ولا غرابة في ذلك فوالده وجده شاعران لايمكن أن يمحيا من خارطة الأدب الفراتي
وقد قدم الشاعر ماجد الراوي شعره ضمن ثلاثة دواوين كبيرة وهي (طيوف ساحرة ) و (حداء المسافر ) عام 2000 و(الوشاح ) عام 2006 وله مخطوط لم يطبع بعد .
وقد مرَّ الراوي في محطات أدببة هامة منها :
فوزه في جائزة أفضل مخطوط لعام 1994 في محافظة دير الزور
فوزه بالمرتبة الأولى لعامين متتالين في أجمل قصيدة بمدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي نظمتها مديرية الأوقاف في دير الزور
وآخر محطاته الأدبية كانت اشتراكه في مسابقة شاعر العرب التي نظمتها قناة المستقلة الفضائية في لندن والتي اشترك فيها ألف وثلاثمائة شاعر .
وكان الشاعران ماجد الراوي والدكتور عبد الحق هواس الوحيدين من منطقة الفرات اللذين قررت إدارة مسابقة (شاعر العرب) إدراج اسميهما في المسابقة .حيث انتقل الشاعر ماجد الراوي إلى الدور الثاني وشارك في تصفيات الانتقال إلى الدور الثالث مع ستين شاعراً تمّت تصفيتهم من هذا الكم الهائل من الشعراء
حول رحلته مع المسابقة أجرينا اللقاء التالي مع الشاعر ماجد الراوي:
كيف بدأ مشوارك مع مسابقة شاعر العرب ؟
أولاً أشكركم وأشكر صحيفة الفرات وجميع العاملين بها على اهتمامها بنشاطات أبناء الفرات الأدبية وتسليط الأضواء عليها فهي سباقة في هذا المجال .
ويتابع الراوي: وأقول إنني نادراً مااشترك في مساقة أدبية لأنَّ المسابقات عادةً تخضع لمزاجية عدة أشخاص يسمون بلجنة التحكيم وأنت تعرف أن هؤلاء ليسوا النابغة والأصمعي وقد يكونون سطحيي الثقافة أو أنَّ ثقافتهم غير أصيلة وغير عميقة فتأتي نتائجهم مغلوط فيها فمثلاً أعلنت دولة عربية عن مسابقة شعرية وأكثروا لها الدعاية وصرفوا عليها الأموال ففاز بها شاعر من المغرب العربي وأقيمت مسابقة أخرى في بلد عربي آخر تقدم إليها ذاك الشاعر فلم يقبل حتى في أدوارها التمهيدية فما هذا التناقض ؟!
ويقول الراوي : عندما أعلن عن مسابقة شاعر العرب هبَّ إليها العرب من كل صوب ومنهم عدد كبير من أساتذة الجامعات والفقهاء وكبار الأدباء لأنه جاء في الإعلان عنها أنَّ قناة المستقلة تريد أن تعيد أمجاد العرب الشعرية كشعر جرير والاعشى والمتنبي لذلك كنت أحد المتقدمين
هل وجدت روح الأصالة متوفرة فيها حقاً؟
في البداية كانت لجنة التحكيم التي اختارت المئتي شاعر من الدور التمهيدي غير اللجنة التي حكّمت الدورين الأول والثاني فيما بعد وقد لمسنا بعض الأصالة في اختيارات تلك اللجنة ولكن بعد مرور عدة حلقات فؤجئنا أن شعراء كباراً قد خرجوا من المسابقة ظلماً ومعظمهم من الشعراء السوريين وكانت انتقادات تلك اللجنة خاطئة ،فمثلاً أنقص لي أحد المحكمين علامة كبيرة لأنني أتيت بكلمة (الروح )مذكرة في أحد أبيات قصيدتي وقال المحكم إن الروح مؤنثة ولكن الشاعر ذكرها لضرورة الشعر فانظر إلى هذه المفارقة العجيبة فهل يذكر المؤنث لضرورة الشعر ألا يعلم هذا المحكم أن كلمة الروح تذكر وتؤنث في كل معاجم اللغة العربية .
ويذكر الراوي :لقد أنقص لي محكم آخر علامة لأنني جئت بمقدمة غزلية في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحينما تذكر أن كعب بن زهير فعل ذلك في قوله:بانت سعاد فقلي اليوم متبول ، قال المحكم أن كعباً لم يقصد فتاة يتغزل بها أمام النبي وإنما قصد بسعاد السعادة والفرح بلقاء النبي
فانظر إلى هذه الأفكار المضحكة من أعضاء لجان تحكيم تحكم في مسابقة أدبية على مستوى عربي
ما المبدأ المتبع في المسابقة للخروج أو التأهل وكيف تأهلت إلى الدور الثاني؟
كان الدور الأول مقسماً إلى حلقات تضم كل حلقة ستة شعراء يتأهل منهم من يحصل على المركز الأول بعد حساب مجموع علامتيه من اللجنة (50%) ومن تصويت الجمهور عن طريق الجوال (50%) وقد كان دوري في الحلقة عشرين مع خمسة شعراء ولم تعجب اللجنة بشعري الخالي من الحداثة على حد قولهم رغم أن بعضهم أثنى عليّ ووصفني أحدهم (شاعر فحل لكنه وعر) ويقصد أن هناك ألفاظاً جزلة قديمة في شعري وقال إن خمسة بالمئة من سامعي شعري قد يفهمون الكلمات الجاهلية التي وردت في قصيدتي وهكذا أعطتني اللجنة علامة غير مرضية وتأكد الجميع أني خرجت من المسابقة ولكن حدث مالم أتوقع ويتوقع الجميع عند إعلان نتيجة الحلقة فقد صوّت لي الجمهور العربي الذي أعجبه شعري خلافاً لما قالته اللجنة بأن شعري غير مفهوم ولايمكن لأحد أن يقرأه ويستمتع به وبهذا نقلني الجمهور من المركز الخامس إلى المركز الأول وتأهلت إلى الدور الثاني
ويتابع الشاعر :لقد فاتني أن اذكر لكم أن أحد أعضاء لجنة التحكيم كان مصراً على إخراجي من المسابقة كما أخرج من قبلي شعراء سوريين فقد وضع لشاعرين معي علامة (95%) لكن إرادة الله هي التي أهلتني للدور الثاني بفضل الجمهور وهذا ماحدث لزميلي الدكتور عبد الحق هواس المتأثر بالشعر الجاهلي كونه مدرساً لهذه المادة في الجامعات ومتأثراً بذلك التيار لكنه خرج من الدور الأول بهذه الطريقة.
بعد تأهلك للدور الثاني ماذا أعددت لذلك ؟
عندما رأى بعض المحكين أن زمام الأمور بدأت تفلت من أيديهم بسبب تصويت الجمهور قرروا إلغاء دور الجمهور والاقتصار على تحكيم لجنة النقاد الخمسة وهكذا أفقدوا كثيراً من المتسابقين سلاح الجمهور وذلك ليتسنى للجنة استبعاد واختيار الشعراء على هواهم ففكرت في تقديم اعتذار عن المتابعة إلا أن الأصدقاء والمقربين رأوا أن أتابع علّ الأمور تتغير وهذا الدور يشارك به ستون شاعراً يتأهل منهم الثلاثون الحاصلون على أعلى العلامات
بعد هذا الكلام شاركت بثلاث قصائد فكيف جرت الأمور ؟
نعم لقد شاركت لكن اللجنة لم ترتأي أن أكون بين الثلاثين ولكن أود أن أحدثك عن اللجنة فأعضاء اللجنة غير أكفاء فمثلاً أحد أعضاء اللجنة أعجبه بيت لشاعر جاء فيه :يقول البعض أن الموت حقٌ
كيف ذلك ناقد ولا يعرف أن كلمة بعض لاتعرف بال فكيف يعجبه بيت فيه خطأ واضح وألقى رئيس لجنة التحكيم قصيدة استطعت أن اصطاد خطأين فيها وقد سانده محكم آخر من ذات الجنة حينما اتصل بالبرنامج وأثنى على القصيدة وقال للشاعر (رئيس لجنة التحكيم ):إن نثرك شعر وإن شعرك سحر فاتصلت بالبرنامج في الحلقة التالية شاكراً القناة كونها أوصلت شعرنا لشريحة واسعة من الناس وذكرت له أن رئيس لجنة التحكيم وقع في الخطأ أثناء إلقائه القصيدة الشعرية في الحلقة السابقة فكيف لرئيس لجنة التحكيم أن يقع في مثل هذا الخطأ وينقد الشعراء ويتصيد لهم الأخطاء .
ما الأخطاء التي وقع بها رئيس لجنة التحكيم على حد قولك ؟
لقد قال في قصيدته مخاطباً صديقهُ:
لك منّي ألف قبله أنت ياأطول نخلة
ثمّ قال : لك جرح ياصديقي وأنا عندي مثله
فلماذا جاءت (مثله) هنا منصوبة وهي مبتدأ مؤخر
قال :نقرأها مرفوعة قلت: يصبح الخطأ في القافية
وقد قال :أنت في قلبي وقلبي نابض في ود خلّه
فلماذا جاءت خله هنا منصوبة وهي مجرورة فتحير المذيع في ذلك وقال : لماذا تتصيد الأخطاء قلتُ له أنه تصيد لنا أخطاء وماهي بأخطاء سوى أن الصواب عندنا يصبح خطأً لسوء الفهم عندهم ،فما كان من رئيس لجنة التحكيم إلا الاتصال بالبرنامج معتر فاً بخطئه واعتذر قائلاً أن الأبيات قد كتبت على عجالة ..
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات