هذا أمري وحكايتي مع لجنة التحكيم والمسابقة ولا أنكر أنهم قدموا لي فرصة نادرة ليتعرف الجمهور علي لكنهم في الوقت نفسه ظلموني بعدم فهمهم للغتي الشعرية والتي لاتتماشى مع مدرستهم الحداثية التي يقولون أنهم منها.
هل إعادة الناس إلى البلاغة والجزالة في اللغة الشعرية كما كانت قديماً أمر مقبول في عام 2008؟
أنا لاأقول ذلك ولكني أقول أن البلاغة ليست مرتبطة بالزمان والمكان إنما هي مرتبطة بالموارد التي يرد منها الأديب أو الشاعر فقد قال أحمد شوقي :
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان
وكذلك الرصافي وحافظ إبراهيم وإيليا أبو ماضي والياس فرحات وغيرهم هم شعراء أصيلون لكن موضوعاتهم كانت حديثة فهم قدموا كل جديد في ثوب أصيل وهكذا يجب أن يكون الأدب والشعر فلو تشكلت لجنة التحكيم في مسابقة شاعر العرب من أمثال هؤلاء لتغيرت النتائج مئة وثمانين درجة بالنسبة لكثير من المتقدمين لهذه المسابقة .
وفي نهاية اللقاء كانت لنا وقفة مع الشاعر ليحدثنا عن الشعر في وادي الفرات حيث أجاب :وادي الفرات عظيم وقد أنجب منذ العصر الجاهلي فحولاً في الشعر ولايمكن للتاريخ الأدبي أن ينكر عمرو بن كلثوم والأخطل التغلبي والبحتري ولازال يعطي ويرفد المشهد الثقافي مادام الفرات يجري من منبعه إلى مصبه وهناك حالياً أسماء فراتية أدبية لايمكن إلا أن نقف عندها طويلاً ...مع هذا التمسك بالشعر والأصالة والجزالة إلا أن شاعرنا لاينكر التجديد الذي يوظف توظيفاً صحيحاً وسليماًفقد كان بشار مجدداً وكذا أبو تمام ثمّ المتنبي من عمالقة التجديد في الشعر فالتجديد مطلوب لدفع عجلات الإبداع الفني والأدبي أشواطاً إلى الأمام ...
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات