أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتدى الإحسان > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
قديم 03-31-2009
  #2
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 17
أبو يوسف is on a distinguished road
رد: السلوك إلى ملك الملوك ( تائية الشرنوبي )

أصول طريق القوم أهل الحقيقة = هداة الورى المهدين من خير ملة
طهارة أنفاس وصدق مودّة = وحذق وآداب وتجريد همّة
حياء وإخلاص ذكاء وفطنة = كذا الورع المحمود في كل شرعة
وذوق وشوق والحضور بقلبه = وفطم مراد النفس عن كل شهوة
وزهد وقنع بالكفاف ورهبة = من اللّه في حالي رخاء وشدّة
وتفويض أمر ثمّ حسن توكّل = خضوع خشوع والبكاء بذلة
وتقوى إله العرش سرّاً و جهرة = وحسن مسير في علوم الشريعة
وعزف عن الأكدار والغير والسوا = وبذل وتهذيب وإخلاص نيّة
وصمت وتسهيد وموت بحبّه = وتحسين أوصاف وتجويع معدة
وإثبات إيثار بسط كرامة = بما حزت من مال وروح لمنحة
ورفق وتصديق وعشق محبّة = وسحق ومحق و الفنا بعد سكرة
وحمد وشكر والوفا بأوامر = ولا تعد عن حكمي كتاب وسنة
وراقب جناب الحقّ من غير أن ترى = لنفسك فعلاً من فعال جميلة
وجاهد تشاهد كل معنى محجّب = عن العقل والأبصار من غير ريبة
ولا بدّ من فكر وذكر ووجهة = على يد شيخ عارف بالطّريقة
محا لحظوظ النفس بالعلم والتّقى = نصوح كريم بالعلوم السنيّة
تجلى له الرغبة والهوى في السرى = وناسوته بالسرِّ حجَّت ولبَّت
وقد جال في ملكوته كلُّ حاصل = كذا رهبة الغيب من غير شبهة
وسار بعزم في كراسي عروشه = وطار بسرِّ السرِّ في حال نشأة
يضيء كضوء الشمس تبدو لناظر = له همّة تبرى عليل الجبلّة
حكيم يداوي الطالبين بطبّه = خبير بداء القلب في كلِّ لحظة
يرى بعيون القلب ما كان خافياً = ويدرك بالأبصار حجب الأكنّة
وأدرج في التوجيه في طيّ غيبه = غيوث عيون الغيب كنز الذخيرة
وأدرجت الأكوان في غيب ذاته = كإدراج ميت في قميص وعمة
ويخبر بالأشياء قبل وقوعها = من اللوح يقراها بعين البصيرة
متين الحجا يدعو إلى الرشد بالهدى = وقد جاءنا تشبيه بالنبّوة
له قدم فيما يقول ويدّعي = وتصريفه فيه بحكم المشيئة
يصرّف أقواماً وميدان سرِّه = جلا غيهب الأسرار من كل بقعة
له الفضل والإجلال والفخر والعلا = من اللّه والتوفيق في كلِّ لحظة
هناك له الإمداد في كلِّ طالب = يدعه كما الإبريز فوق البسيطة
وفرض عليه أن يكون مؤدباً = لدى شيخه في كلِّ وقت وساعة
ليبدي له الإشكال في كلِّ صورة = ويلقي له من سرِّ سرِّ الحقيقة
و يصحبه كالميت في حال غسله = يقلّبه للغسل من كلِّ وجهة
مع الذلِّ والتهذيب والخوف والرّجا = وعجز وتسليم وتعظيم حرمة
ويخرج عن نفس توالت همومها = ويخشع للّه الكريم بخشية
ويعتقد الأستاذ فيما يقوله = ويفعله من غير شكٍّ وريبة
ويدرج ما يختاره في مراده = وأوصافه باللطف منه استمدّت
فإن قال لِمَ يوماً فذلك عندهم = حقيق بلَمْ يفلح إلى يوم بعثة
ولم ينتفع ما لم يسر في شهوده = مراع له من غير مين وعلة
ولا يقترف معنى شهياً لنفسه = فإنَّ حظوظ النّفس رأس البليّة
تزيّن له الأفعال مع قوله ولا = يكون له من فعله وزن ذرّة
ويظهر ما يخطر عليه لشيخه = ففيه أمور كالشموس المضيئة
ومنه شؤون كالسيوف قواطع = وفي كتمه حجب وفقد نتيجة
وتحسينه ما حسّن الشّيخ ثمّ ما = يقبحه من بعد نصب الأدلة
وإن صار يخفى عنه شيئاً فإنّه = بذلك يعصى عند أهل الحقيقة
بل الواجب المشهور إيثار أمره = وإظهاره بالصدق دون البرية
ونفي خلاف وامتثال لأمره = وإبداء وارده بصفو السريرة
ويشهده في القرب والبعد عنده = مقيماً على حالي حضور وغيبة
وإيثاره بالمال والروح بالرضا = وتفويضه للّه في كل طرفة
ويلزم لبس الصّوف فهو شعار من = تلقب بالصوفيّ بين الخلية
ويتخذ الإبريق من بعد مئزر = وقد صحَّ في الأخبار إرخاء عذبة
وتطويلها فِتْراً لقد جاء مسنداً = وللناس في خير الورى خير أسوة
وخيطاً و مخياطاً وموسى وسبحة = وما كان محتاجاً إليه لفطرة
ويعتزل الخلق الجميع وفعلهم = كذاك ولاة الأمر في دار دنيّة
ولا يلتفت يوماً إلى غير شيخه = فذلك وصف موجب للقطيعة
وأغصانه للطرف حال جلوسه = لديه وفي حالات أنس ووحشة
ويرفع توقيراً كبيراً لسنّه = كذا فاضلاً عنه ولو ابن ليلة
ويرفع أبناء الطريق ويتّصف = بأوصافهم يسمو بنفس زكيّة
فتعظيمهم أجر وتحقير نفسه = وأنصافهم منها جدير بجنة
وبرّهمو إن تستطعه فواجب = وإنقاذهم من كل ضيق وشدّة
ويظفر بالدّار التي عزَّ وصفها = وفيها البدور الغيد أسقت وغنّت
يشاهد أقماراً بها وعرائساً = ويشرب من كأس الهنا والمسرّة
هناك الكرام النازلون من العلى = منازل أفراد معاهد سادة
بحيث البها والأنس بالقدس ينجلي = على السرِّ جهراً في جمال وبهجة
وحيث كمال الذّات بالذّات واحد = تغانت به الأكوان عن كلِّ وجهة
وحيث البقا بعد الفناء لسالك = أزال حجاب العين من غين نقطة
وإن لم يكن شيخ يريه شخوصها = ويدنيه من أم القرى وبثينة
فليس له من عمره غير رسمه = وعيشته فينا كعيش البهيمة
ويدعى لقيطاً أين حلَّ معطلاً = وإن كان ذا علم كزوج عقيمة
دعيّاً مع السّادات في كلِّ موطن = كذا نقلوه جلُّ أهل الحقيقة
وأيّامه تمضى وأعماله بها = بلا وفق شرع في أمور الشريعة
وهذا الذي قد يسّر الله نظمه = على أحمد المشهور بين الخليقة
بوالده عثمان مرباً ومنشأ = بحانات شرنوب بأرض البحيرة
وأرجو من اللّه الكريم قبوله = وستر عيوب فيه طمّت وعمّت
وينفعنا بالعلم ثمّ يعيننا = بتوفيقه في كلِّ وقت ولحظة
ويجعل إخلاصي إليه محققّاً = ويرحم شيبي في شتاتي وغربتي
ويدر جنافي سلك قوم أحبّهم = رضوه وأرضاهم بحسن مزيّة
ويعفو عني والذين أحبّهم = ويدفع عنّا كل سوء وفتنة
ويرزقنا والمسلمين بأسرهم = يقيناً يقينا كل شكٍّ وريبة
بجاه نبيّ من سلالة آدم = بمن خلفه الأملاك والرسل صلّت
ولولاه ما كانت لآدم صورة = ولا تاب عنه الّله من بعد أكلة
ففي فضله القرآن جاء مبيّناً = وناهيك قول اللّه من غير خلقة
كلام قديم منزل غير محدث = به جاء جبريل على خير أمّة
محمّد المبعوث للخلق رحمة = ودعوته فيما سوى اللّه عمّت
عليه صلاة اللّه ما هبّت الصبا = وما ناح طير فوق غصن أريكة
وعن مالك والشافعيّ وأحمد = ونعمان والثوري وباقي الأئمّة
وعن منشئ الأبيات من فكره ومن = قراها وأقراها بفهم وفطنة
ومن قد رأى عيباً وأصلحه ولو = بخط حروف أو بتغيير شكلة


__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح دلائل الخيرات وشوارق الأنوار عبد المجيد الشرنوبي الأزهري عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 12-09-2012 07:48 AM
التائية الكبرىِ المسماة بنظم السلوك الـــــفراتي الانشاد والشعر الاسلامي 1 01-05-2012 05:09 AM
بائع الملوك...العز بن عبد السلام...رضي الله عنه عبدالرحمن الحسيني السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 06-27-2010 11:37 AM
قد يكون سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية. ابوعبدالله القسم العام 3 05-31-2009 02:22 AM
مدد يا ملك الملوك نوح المواضيع الاسلامية 5 10-30-2008 04:15 PM


الساعة الآن 09:33 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir