أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتدى الإحسان > التزكية > تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية

تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية هذي رجـالٌ أهلـوا لشهـودهِ هذي شيوخُ الشاذليّـة

 
قديم 10-14-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,221
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: مولاي العربي بن أحمد الدرقاوي رضي الله عنه

جملة من سيرته، أحواله و نسكه التي أدركه أصحابُه عليها:

كان-رضي الله عنه-زاهدًا متجردًا عن الدنيا و زخرفها، مخالفاً لنفسه و مجاهدًا لها، و تركه للأخف عليها، و متابعته لما يثقل عليها، إذ لا يثقل عليها إلاَّ ما كان حقًّا، و أسرع إجابةً و فتحًا-كما قال-رضي الله عنه- و إقباله على الحق، و إعراضه عن جملة الخلق، لا يبالي بـهم، سواءً مدحوه أو ذموه، و تمسكه بالفاقة و الإفتقار، و يثاره للذلة و الإحتقار، و حذره مما ألفه الناس من الجمع و الادخار، لا يترك عشاءه لغدائه، ولا من غذائه لعشائه،بل يأخذ قدر ما يقيم به بنيته و بنية عياله، و يخرج الباقي لعباد الله، و هذا مسلكٌ عظيمٌ لا يقدرُ عليه إلاَّ من أقدره الله.





قال الشيخ العلامة، العارف الكبير، أبو العبَّاس سيدي أحمد بن عجيبة الأنجري الحسني: مكث مولانا العربي على هذه الحالة الموصوفة خمسًا و عشرين سنةً، لا يترك من عشائه لغدائه، و لا غذائه لعشائه، بل حتى ما يكون في الصباح من دهن الفتيلة ]أي فتيلة المصباح الزيتي الذي كان يستعمل للإضاءة ليلاً[ ثقةً بالله، و اعتصامًا بالله، و كان تأتيه الفتوح من عند الله، و لا يأخذ منها إلاَّ قدر ضرورته و زوجه و أولاده منها، و هم جماعة كالطير في وكرها غدواً و أصيلاً، حتى أتاه الإذن من الله، فكان يأخذ بالله كما كان يترك لله، و صار يزيد بكل شيء و لا ينقص منه شيء.



كان-رضي الله عنه-آية في معرفة الله، و العمل بسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- و الكرم، و الحلم، و الصبر، و التأني، و العفة، و الخشية، و الهيبة، و السكينة، و التؤدة، و التواضع، و الحياء، و الجود، و السخاء، و الزهد، و الورع، و الرحمة، و التوكل، و الشفقة، و القناعة، و الاكتفاء بعلم الله، و الأنس، و الإطمئنان بالله، و السكون إليه في جميع الأحوال، و العشق و الشوق، و العزم، و القريحة، و النية الصالحة، و المحبة، و الظن الحسن، و الصدق، و الهمة العالية، و سعة الصدر، و الأخلاق الكريمة، و المحاسن العظيمة، و الأحوال السُّنيَّة السَّنيَّة، و المقامات السمية، و المواهب اللدنية، و المواجيد الربَّانية، صاحب محوٍ و فناءٍ، و صحوٍ و بقاءٍ، و غيبةٍ في مولاه، و شهودٍ لما به تولاه، قد أُغرق في بحر الحقيقة، و أُعطي القوة و التمكين، و الرسوخ في المعرفة و اليقين، و سلك من السنة منهاجًا قويمًا، و طريقًا مستقيمًا، و شرب من الخمرة الآلهية صفوًا، وورد من منهلها الأروى، فقويت أنواره، و فاضت في الآفاقِ بيناته و أسراه، وسقى الجمَّ الغفير من شرابه كؤوساً، و ملأ قلوبهم و أرواحهم أقمارًا و شموسًا، فتوالت بذلك إرادته، و دامت لديهم مناولته، و مُـدُّوا منها على الأبد بمددٍ جسيمٍ؛ و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.



و كل ما ذكرناه مما ليس شأنه أن تقام عليه البراهين و البينات، لا سيما عند أهل الاعتقادات الكاملة، و النيات الصالحة، على أن مآثر هذا الجليل قد بلغت مبلغ التواتر القطعي، خصوصًا عند أهل هذا الشأن العظيم.



و حسب كل من لم يصدق بما جئنا به و لم يصل إلى مقامهم أن يظن الظن الحسن في عباد الله الصالحين، و أن يسلم المسألة لأهلها، حتى يدخل في حيز ”من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه“ فينتفع هكذا بالتسليم و كما ينتفع بالإيمان بالغيب، و أما من أراد نفيها، دخل حتما في قوله تعالى:“بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحيطُوا بِعلمِـهِ“.



وفاته رضي الله عنه:

توفي مولانا-رضي الله عنه-ليلة الثلاثاء، 22 صفر الخير، 1239هجرية الموافق لسنة 1825ميلادية؛ فقد توفي عن سن عالية، نحو 80 سنة. غسلته زوجه الصدِّيقة، الصائمة القائمة، السيدة مريم بنت الشيخ ابن خدة الحسناوي. و صلى عليه الأستاذ الأجل عبد الرحمن من حفدة الشيخ الكبير أبي البقاء عبد الوارث اليصلوتي العثماني، و كل ذلك بإيصائه المرة بعد المرة. دُفن-رضي الله عنه-بزاويته ببني زروال بحبل الزبيب، و هي على مسيرة يومين من مدينة فاس المحروسة بالله.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن موقع التصوف الأسلامي
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة ضريح الختم مولاي العربي الدرقاوي قدس الله سره الكركرية الصوتيات والمرئيات 1 10-02-2012 12:50 PM
زيارة ضريح الختم مولاي عبد السلام بن مشيش قدس الله سره الكركرية الصوتيات والمرئيات 1 10-02-2012 12:49 PM
لحظات مع الورد الشاذلي الدرقاوي عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 2 01-23-2012 10:10 AM
العربي بن سيدي أحمد بن عبد الله معن الأندلسي. عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 2 06-15-2009 08:33 PM
رسائل مولاي العربي الدّرقاوي ـ قدّس الله سرّه عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 12-02-2008 02:15 PM


الساعة الآن 04:51 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir