أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الامام العارف بالله الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

 
قديم 11-23-2008
  #11
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,221
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 172 } خير المال ما استعملته في الحلال ، وأنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فهو لك ، وأحلُّ المال ما أتاك من غير مسألة . والواحد من الخلق يتفكر في الدنيا حتى لا يكون محتاجاً لأحد من الناس فيعمل ليلاً ونهاراً حتى لايكون فقيراً ، وهذا الصنف كثير ، أما من يتفكر في آخرته حتى لايكون فقيراً فيها هؤلاء قلة في الناس ، مع أن الدنيا مضمونة لأهلها كل حسب ما قدر الله له من الرزق ، وأما الآخرة فليست بمضمونة لأحد إلا لمن ضمن الله لهم حسن الخاتمة كالانبياء والمبشرين بالجنة وهؤلاء كانوا يعملون عمل الخائف من ربه تبارك وتعالى . فكل الذين دخلوا في الولاية لله عزوجل دخلوا من باب مخالفتهم لأنفسهم لأن كل خبث مصدره من النفس الأمارة ، فلابد من معرفة خفاياها ومحاسبتها في الأنفاس حتى لا نُخدَع .
{ 173 } إنفاق المال المحبوب صعب على النفس ، كأنه يقطع قطعة من الجسم ، لأن الله تعالى يقول : { وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } سورة الفجر / 20
ومن هنا رتب الحق تبارك وتعالى دخول الجنة على بذل المال المحبوب فقال : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } سورة آل عمران / 92
فلو لم يكن المال محبوباً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 126 ـــــــــــــــــــــــــــــ
لكان الإنفاق يسيراً وسهلاً ، وهذا هو الابتلاء الذي يميز بين الصادق والكاذب ، فأنفق المال المحبوب لمحبوب أكبر .
{ 174 } اشتغالنا في الدنيا ليس فيه ضرر . ولكن تعلق القلب بالدنيا هو الضرر ، وإذا كان الواحد يزعم أنه يعمل لأولاده فلينظر : إن كان أولاده صلحاء فالله عزوجل هو يتولاهم قال تعالى : { وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } سورة الأعراف /196
فأين ولايتك من ولايته ؟
وإن كانوا أشقياء لا قدر الله فلمَ تكون سبباً في عونهم في الشقاء ؟ فهم يعذبون بسبب عصيانهم وأنت تتعذب بسبب اشتغالك في الدنيا عن ذكر الله عزوجل قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } سورة المنافقون /9
لذا أقول : رزقك ورزقهم على الله تعالى ، فخذ بالسبب ولا يكن ذلك على حساب دينك ، واعلم : أن نقصان الدنيا في يد المرء لايضر بدينه ، لأنه قد يكون خيراً له . أما نقصان الدين فإنه يضر بالإيمان وهذا يكون من الغفلة التي هي مفتاح جهنم والعياذ بالله تعالى .
{ 175 } العقل يتفكر في شؤون الدنيا من أهل ومال وولد ،
ــــــــــــــــــــــ ص 127 ـــــــــــــــــــــــــــ
ولكن إذا نُوِّر بنور القلب فإنه ينتقل بواسطته إلى التفكر بالآخرة ، ويقول أنا أسعى آخذاً بالسبب وأتوكل على الله لأنه هو الرزاق ، لذا ترى هذا الصنف من الناس يأخذون بالسبب وقلوبهم متعلقة بالله عزوجل ، قال تعالى : { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } سورة النور / 27
وأما صاحب القلب غير المنور فإنه يضيِّع نفسه وعمره ولا يحصِّل إلا ما قسم الله له وقدر ، فالرزق مقسوم وهو لايحتاج إلى حرص لأن الحرص لا يزيد في الرزق فضلاً عن التأثر والحزن ، كما أن الزهد لا ينقص من الرزق شيئاً ، فما قسمه الله وأعطاه للعبد لا يزيله ولا ينقصه حسد الناس ونقدهم ، فالواجب على العبد أن يلتفت إلى من بيده الخير كله وهو على كل شئ قدير قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سورة آل عمران / 26
وأن يهتم بامور الآخرة لأنها ليست بمضمونة له قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } سورة ق / 37
{ 176 } مصيبة المؤمن جهالته ، ولجهالته انغمس في الدنيا ،
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 128 ــــــــــــــــــــــــــ
وتلك الجهالة تزول بواسطة العلماء ما داموا متحرزين من الدنيا ومن حظوظهم وشهود أنفسهم ، ولكن إذا توجهوا إلى الدنيا وحظوظهم وشهود أنفسهم من خلال تعليمهم فكيف يخلصون غيرهم من الدنيا التي وقعوا فيها ؟ وأعظم الجهل وأشده أن يكون الإنسان جاهلاً بالله وبأسمائه وصفاته .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الرقمية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 04:09 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir