من توجيهاته حفظه الله،حول تفسير سيدنا الجيلاني نفعنا به وأطال عمره مع الصحة والعافية :

"المتذكرون ﻵﻻء الله المواظبون ﻷداء حقوقها حسب طاقتهم هم عباد الرحمن ، الواصلون إلى مرتبة الرضوان ، الفائزون بلقاء الرحمن وهم الذين يمشون على وجه اﻷرض التي هي محل أنواع الفسادات هونا ، هينين بلا منازعة وجدال مع أحد من بني نوعهم وسوء خصال معهم من كبر وخيلاء ، وهم من كمال سكينتهم ووقارهم وتلطفهم مع عباد الله إذا خاطبهم الجاهلون بعلو شأنهم و رفعة مكانهم بما يكرهون من الشتم والوقاحة واﻻستهزاء ، قالوا من سلامة نفوسهم وطيب قلوبهم :سلاما أي تسليما عليهم بلا تغير وتأثر من قولهم ، وتركا ﻻنتقامهم ومخاصمتهم ، توطينا لنفوسهم على التسليم والرضا بجريان القضاء والحلم وكظم الغيظ ، هذا شغلهم بين الناس في النهار.

وشغلهم في الليل هم الذين يبيتون ويدخلون في الليل بائتين صاروا في خلاله لربهم سجدا ساجدين ، واضعين جباههم على تراب المذلة طلبا لمرضاة الله بلا شوب السمعة والرياء والعجب والهوى ، لكونهم خالين في خلاله مع الله بلا وقوف أحد عليهم.

فإنهم مع كمال توجههم وتحننهم نحو الحق على وجه اﻹخلاص ورسوخهم في اﻷعمال الصالحة الخالصة بلا فوت شيئ من لوازمها خائفون وجلون من بطشه سبحانه و انتقامه ، ﻷنهم ﻻ يتكئون و ﻻ يتكلون إلى أعمالهم وطاعاتهم ، وﻻ يثقون بها ،بل ما يعتمدون وما يتكلون إﻻ على فضل الله وسعة رحمته وجوده مستعيذين من جهنم البعد والحرمان ."