تعزية وبيان من الشيخ محمد فاتح رشيد حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أعزي سيدي الشيخ محمد عبد الله رجو حفظه الله ورعاه، وأعزي أحبابنا جميعاً، وأعزي المسلمين عامة، وأهل الطريقة الشاذلية خاصة بوفاة سيدي وشيخي العالم العارف حامل راية الشريعة والطريقة، الذي نهض بأعباء الطريقة وحفظ الأمانة بالحزم والعزم، وربى المريدين بضوابط الشريعة، والسنة المطهرة، وآداب الطريقة، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
وأسأل الله تعالى أن يجعل كتابه في عليين، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا،
وقد اطلع الغريب والقريب على ما قام به رحمه من تربية المريدين، وما قدمه من الإرث العلمي من تفسير القرآن الكريم، وما أملاه من قواعد الطريقة وآدابها،
ولكن ما وجدته من حرصه على حفظ أمانة الطريق بما كان يعده ويوصي به قبل وفاته ما يكون سبباً ليعتصم الأحباب بمن يخلفه من بعده للمحافظة على الجماعة ونبذ التنازع وحرصاً على الطريق وأهله وجدت شيئاً عجيباً يليق بوراث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأذكر شيئاً من ذلك أدأء لحق الشهادة، وتحقيقاً لما كان يريده رحمه الله من التمسك بالطريق، والاجتماع والمتابعة لمن يحمل راية الطريق خلفاً له رحمه الله وأعلى في الفردوس الأعلى مثواه.
من ذلك ما أملاه علي رحمه الله ونحن في زيارة له رحمه الله في مرعش قبل عشرين سنة في 5/جمادى /1424 للهجرة
فقال لي أكتب ( أذنت بالإذن العام والخاص للسيد محمد رجو إذا مت هو مأذون وإذا دام أجلي يتفكر فيه ثم قال رحمه الله هذا الإذن لا يعلم به السيد محمد رجو الآن ولا حاجة لإخباره به أو أي أحد وهذا الإذن يبقى بيننا والله ثالثنا)
وفي 11/ ذي الحجة /1424 وفي اتصال مع سيدنارحمه الله علق سيدنا رحمه الله على إذن سيدي الشيخ محمد حفظه الله قائلاً ( السيد محمد أدبه جيد منذ أذنته في المدينة المنورة بالإذن العام إلى الآن لم يصدر منه مخالف)
وبعد ست سنوات من إذنه غير المعلن في 14/ ذي الحجة/ 1430 / الموافق 1/ 12/ 2009
اتصل بي سيدي الشيخ محمد حفظه الله وقال : (كنت أكلم سيدنا الشيخ أحمد حفظه الله فقال لي : قل لمحمد فاتح أن يتصل بي) فاتصلت به على الفور فقال لي : ( هل ذهبت إلى الشيخ محمد فقد شُهر إذنه فقلت سيدي كما أوصيتني قبل ست سنوات ما تكلمت في ذلك حتى تأمرني فقال رحمه الله مؤكداً لما سبق ( أذنت له بالإذن العام، والخاص، والإرشاد، كما أذنت بالإذن العام لرابح، ولسهل، وللحاج وصفي، وللحاج رياض، ولفاخر، وأنت)
أشهر هذا بين الأحباب، وعليك أن تدعمه وحاج يحيى تعينونه، وتدعونه إلى المجالس، والسهرات، وقال لي بلغ هذا لجميع الأحباب وإني أخبرت الشرق بلغ أنت من عندك وقال رحمه الله ( رضا الله في خدمة الطريق)
وقد بلغت الأحباب في جامع الخليل في نهاية المجلس، وباقي الأحباب، وخاصة سهرة السبت.
وفي 22 / محرم / 1431 في زيارة لسيدنا رحمه الله في مرعش أملى علي شيئاً في حق من يحاول شق الطريق بعد وفاته رحمه الله فقال لي :( عليك أن تكتب فكتبت ما أمرني أن أقوله إن حصل ذلك)
نسأل الله تعالى أن يحفظنا والأحباب من كل سوء، وأن يجمعنا يداً واحدة، وقلباً واحداً، خلف سيدي الشيخ محمد حفظه الله خداماً لمن يخدم دين الله في هذا الطريق المبارك،
ونبايعه جميعاً إن شاء الله على السمع والطاعة، لما سمعت من سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله عندما اجتمع بالأحباب لأول مرة في حلب، فقال رحمه الله ( من توفي شيخه فلم يبايع من بعده يكون مقطوعاً، فقال له سيدي الحاج يحيى مزيد رحمه الله، وإن كان المريد واصلاً ؟ فقال رحمه الله، ومن شهد له بالوصول؟ ، قال شيخه، فقال رحمه الله هل يمكنه الأخذ عن شيخه في البرزح كما يأخذ في حياته، قال الحاج يحيى رحمه الله نعم، فقال سيدي الشيخ أحمد بجزم هذا يقف حيث وصل ولا يترقى إذا لم يبايغ المرشد الحي
نسأل الله تعالى العلي القدير أن يوفق ويسدد سيدنا الشيخ محمد حفظه الله للقيام بهذه المهمة العظيمة من الوراثة النبوية، وأن يحفظه من كل ما يشغله عن نشر هذا الدين بحفظه، ورعايته، وأن يقر عينه بموافقة الأحباب جميعاً، ويقر عين حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا الشيخ أحمد رحمه الله، وسائر اولياء الله باجتماع الأحباب خلف سيدنا الشيخ محمد حفظه الله حتى نلقى الله تعالى وهو راض عنا وخير ما نختم به قول الله تعالى:( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين بعدد ما صلى عليه الأولون والآخرون وبعدد ما كان وعدد ما سيكون وبعدد كل عدد من الأزل إلى الأبد.
محمد فاتح رشيد
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات