أهمية تعلم العقائد بالنسبة للسالك
بسم الله وبه ثقتي
يقول الإمام الرباني مجدد الألف الثاني الإمام أحمد السرهندي رحمه الله تعالى :
( والذي لابد منه للإنسان هو تصحيح العقائد أولا على مقتضى آراء أهل السنة والجماعة الصائبة الذين هم الفرقة الناجية
وإتيان الأعمال الصالحة ثانيا بموجب الأحكام الفقهية
فإن ساعد التوفيق الإلهي بعد تعلم أحكام الفرائض والسنن والواجبات والمستحبات والحلال والحرام والمتشابهات وحصول هذين الجناحين "الاعتقادي و العملي" يمكن الطيران نحو عالم الحقيقة
وبدون هذين الساعدين يستحيل الطيران نحوها / شعر / :
ومن المحال السير في طرق الصفا *
يا سعد من غير اتباع المصطفى ) ا ه
المكتوب 94
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
ذكر اﻷولياء رضي الله عنهم أن
تعلم العقيدة أمن من سوء الخاتمة بإذن الله تعالى والجهل بعقيدة أهل السنة سبب للزيغ والضلال
قال سيدي اﻹمام الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب احياء علوم الدين :فإن قلت فما السبب الذي يفضي إلى سوء الخاتمة فاعلم أن أسباب هذه اﻷمور ﻻ يمكن إحصاؤها على التفصيل ولكن يمكن اﻹشارة إلى مجامعها أما الختم على الشك والجحود فينحصر سببه في شيئين:
أحدهما: يتصور مع تمام الورع والزهد وتمام الصلاح في اﻷعمال كالمبتدع الزاهد فإن عاقبته مخطرة جداً وإن كانت أعماله صالحة ولست أعني مذهباً فأقول إنه بدعة فإن بيان ذلك يطول القول فيه بل أعني بالبدعة أن يعتقد الرجل في ذات الله وصفاته وأفعاله خلاف الحق فيعتقده على خلاف ما هو عليه إما برأيه ومعقوله ونظره الذي به يجادل الخصم وعليه يعول وبه يغتر وإما أخذاً بالتقليد ممن هذا حاله فإذا قرب الموت وظهرت له ناصية ملك الموت واضطرب القلب بما فيه ربما ينكشف له في حال سكرات الموت بطﻼن ما اعتقده جهلا إذ حال الموت حال كشف الغطاء ومبادىء سكراته منه فقد ينكشف به بعض اﻷمور فمهما بطل عنده ما كان اعتقده وقد كان قاطعاً به متيقنا له عند نفسه لم يظن بنفسه أنه أخطأ في هذا اﻻعتقاد خاصة ﻻلتجائه فيه إلى رأيه الفاسد وعقله الناقص بل ظن أن كل ما اعتقده ﻻ أصل له إذ لم يكن عنده فرق في إيمانه بالله ورسوله وسائر اعتقاداته الصحيحة وبين اعتقاده الفاسد فيكون انكشاف بعض اعتقاداته عن الجهل سبباً لبطﻼن بقية اعتقاداته أو لشكه فيها فإن اتفق زهوق روحه في هذه الخطرة قبل أن يثبت ويعود إلى أصل اﻹيمان فقد ختم له بالسوء وخرجت روحه على الشرك والعياذ بالله منه فهؤﻻء هم المرادون بقوله تعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبقوله عز وجل قل هل ننبئكم باﻷخسرين أعماﻻً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وكما أنه ينكشف في النوم ما سيكون في المستقبل وذلك بسبب خفة أشغال الدنيا عن القلب فكذلك ينكشف في سكرات الموت بعض اﻷمور إذ شواغل الدنيا وشهوات البدن هي المانعة للقلب من أن ينظر إلى الملكوت فيطالع ما في اللوح المحفوظ لتنكشف له اﻷمور على ما هي عليه فيكون مثل هذه الحال سبباً للكشف ويكون الكشف سبب الشك في بقية اﻻعتقادات وكل من اعتقد في الله تعالى وفي صفاته وأفعاله شيئا على خﻼف ما هو به إما تقليداً وإما نظراً بالرأي والمعقون فهو في هذا الخطر والزهد والصﻼح ﻻ يكفي لدفع هذا الخطر بل ﻻ ينجي منه إﻻ اﻻعتقاد الحق .576/7
فانظر كيف أن اﻹنسان مع أنه من الزاهدين العابدين ولكنه كان يعتقد في صفات الله غير الحق كعقيدة المشبهة ونحوهم يؤدي إلى الضلال ﻷنه ينكشف له في سكرات الموت خلاف ما كان يعتقد نعوذ بالله من سوء الخاتمة .
والباطل المنتشر اليوم غالبا هو عقيدة التشبيه واالتجسيم وﻻ علاج لها إﻻ بتعلم عقيدة أهل السنة وإﻻ مات المسلم على عقيدة المجسمة وهو يظن أنه من أهل السنة .
وهذا الباطل انتشر في القنوات الفضائية وفي المساجد والخطب والنت وغيرها فلذا ﻻ يظن اﻹنسان أنه سيسلم منه إﻻ بتوفيق الله تعالى واﻷخذ باﻷسباب الشرعية وذلك بالتعلم والفهم مع اﻻستعانة بالله تعالى والتوكل عليه .
منقول عن احد
الاحباب جزاهم الله خيرا
__________________
رفيقك علم الله فلابد ان لا تنسى رفيقك
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 05-28-2024 الساعة 12:15 AM