ذرية أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
ترجمة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه [1]
هو الصحابي أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أُهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري، أحد السابقين والعشرة المبشرين وأمين هذه الأمة.
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وهو الذي انتزع الحلقتين من وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسقطت تنيتا أبي عبيدة وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" أخرجاه في الصحيح [2]، وهو الذي نزلت فيه الآية: {لا تَجِدُ قومًا يُؤمِنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولوْ كانوا ءاباءهُم أوْ أبناءَهُمْ أو إخوانهم أو عشيرتَهُم أولئِكَ كتبَ في قُلوبِهمُ الإيمانَ وأيَّدَهُم بروحٍ مِنهُ ويُدخِلُهُم جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها رضيَ اللهُ عنهم ورضوا عنهُ أولئكَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حزبَ اللهِ هُمُ المُفلِحون} [سورة المجادلة/22].
وقد سيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام أميرًا فكان فتح أكثر الشام على يده، ومناقبه كثيرة وفضائله جمة فقد كان زاهدًا عابدًا كثير التواضع والحلم منصفًا لرعيته.
توفي رحمه الله في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة ودفن بفحل من أرض الأردن.
كان له من الذكور:
1- يزيد.
2- وعمير، وأمهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب، ودرج ولم يبق له عقب.
تنبيه هام في عقب أبي عبيدة
قال النسابة أبو عبد الله الزبير بن بكار [3]: "قد انقرض نسل أبي عبيدة وولدُ إخوته جميعًا"، وتبعه ابن عساكر في تاريخ دمشق [4]، ولما عقد أبو سعد بن السمعاني في أنسابه [5] ترجمة الجراحي لم يذكر فيها أحدًا ممن ينتسب إلى أبي عبيدة بل قال فيها: هذه النسبة إلى الجراح وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، ثم ذكر من هذه النسبة عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح بن الجنيد بن هشام بن المرزُبان المرزباني الجراحي المروزي أحد رواة جامع الترمذي المتوفى سنة 412هـ، وولده أبا بكر محمدًا، وتبعه أبو الحسن ابن الأثير في مختصره [6] ولم يزد شيئًا، وكذا عقد ابن نقطة الحافظ في تكملة الإكمال [7] لابن ماكولا للجراحي، وأقره الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه [8].
قال الحافظ السخاوي في كتابه الأجوبة المرضية [9]: "والحاصل أن أحدًا لم يذكر في هذه النسبة أحدًا ينتسب إلى أبي عبيدة فهو مشعر باعتماد الزبير وعدم النقض عليه وكفى به في ذلك عمدة، وإذا كان الأمر كذلك حصل التوقف في دعوى من ينتسب إليه إلا إن أظهر مستندًا يعتمده أئمه النقل في ذلك" اهـ.