أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           
العودة   منتديات البوحسن > اسلاميات > المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي

إضافة رد
قديم 06-15-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي معجزة الزمان والمكان في الإسراء والمعراج

معجزة الزمان والمكان في الإسراء والمعراج
أحمد حلمي سيف النصر

حين نناقش معجزة الإسراء والمعراج، فإنما لنسجل استحالة وقوعها لبشر عادي، بكل المقاييس العلمية، أو حتى بتطبيق الفروض أو النظريات، وإلا لانتفت صفتها كمعجزة، ولأمكن للإنسان العادي أن يحققها عن طريق استخدامه لأية طاقات أو سبل يخترعها العلم بمرور الزمن، ولقد أقسم الله على أن ما حدث به رسوله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من هذه الرحلة هو الحق والصدق وليس بالكذب، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكذب قط طوال حياته، ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى لعظمة الله وقدرته المطلقة “ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى”، “لقد رأى من آيات ربه الكبرى” (النجم ،2 ،3 18).

كانت رحلة الإسراء والمعراج اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، ولكي يشاهد النبي صلى الله عليه وسلم عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه . وعلى الرغم من أن “الإسراء والمعراج” حدثا في الليلة نفسها (ليلة السابع والعشرين من شهر رجب قبل الهجرة بعام واحد)، فإنهما في موضعي ورودهما في القرآن الكريم لم يترادفا، بل ذكر الإسراء أولاً (في سورة الإسراء)، وتأخر الحديث عن المعراج إلى سورة النجم التي وضعت بعد سورة الإسراء (في ترتيب سور القرآن) . وقد تكون الحكمة في هذا هي جعل الإسراء (وهو الرحلة الأرضية) مقدمة للإخبار بالمعراج، وهي الرحلة العلوية التي ذهل الناس عندما أخبروا بها .

أهمية الزمن

ولأهمية الزمن في حياة الأمة لم يترك الله تعالى أمر تعيينه مطلقاً، ولا تخصيص بعضه من بعض، تفضيلاً وذكراً، للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا غرابة في أن الإسلام اهتم كثيراً بالوقت، ولا غرو فالوقت هو الحياة والحياة هي الشوط الحاسم المفضي إلى الخلود . ولأمر ما خص الله الزمن ببركات وأسبغ على بعضه فيوضات رحمانية، ولعل من المقاصد البارزة في تفضيل بعض الأوقات على بعض مراعاة ضعف الإنسان وجنوحه للفتور أحياناً، بحكم فطرته وتكوينه، ومراعاة كذلك لظروف حياته، وتقلبات سعيه من حاجة إلى المعاش حيناً وإلى اللذة أحياناً . وفي عصر الجمل سفينة الصحراء حصلت رحلة الإسراء والمعراج بسرعة فائقة في الزمان والمكان، حتى عاد الحبيب صلى الله عليه وسلم منها من دون أن يبرد فراشه، كما روى البخاري بسنده عن أم هانئ رضي الله عنها، فقد قطعت المسافة من المدينة إلى المسجد الأقصى في ثوان ومن الأقصى إلى السموات العلا في ثوان، وكانت العودة الحميدة، وإذاعة أنباء الرحلة في الصباح، ولم يكن أحد يصدق إلا من آمن بالمعجزة الإلهية، والوحي الرباني، والقدرة التي لا يحدها شيء .

لقد أراد الله تعالى في ذلك الزمن البدائي أن تكون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم أبد الدهر أسبق من كل تكنولوجيا الاتصالات والفضائيات، حيث سألوه عن صفات المسجد الأقصى وهم يعلمون أنه ما ذهب إليه في تاريخه قبل البعثة، فتجلى الأقصى مكاناً وشمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا في شاشة لا يراها إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وبهت الجميع لهذا الوصف الدقيق . وهكذا المؤمن لا يبهر إلا بالحقائق وهي وحدها في مكنون القرآن وصحيح السنن، وصريح العقول الراشدة .

يقول الدكتور كارم السيد غنيم الأستاذ في كلية العلوم جامعة الأزهر: “أدمج أينشتين المكان والزمان في نظرية النسبية الخاصة عام 1905م، وأعلن أنه ليس لنا أن نتحدث عن الزمان من دون المكان، ولا عن المكان من دون الزمان، ومادام كل شيء يتحرك فلابد أن يحمل زمنه معه، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه”، ويضيف الدكتور كارم غنيم: “وإذا تخيلنا أن صاروخاً اقتربت سرعته من سرعة الضوء اقتراباً شديداً، فإنه يقطع رحلة تستغرق خمسين ألف سنة (حسب الساعة الأرضية) في يوم واحد فقط (بالنسبة لطاقم الصاروخ”، وإذا فكرت في زيارة أطراف الكون فإنك ستعود إلى الكرة الأرضية لتجد أجيالاً أخرى وتغيرات كبيرة حدثت على هذا الكوكب الذي سيكون قد مر عليه حينئذ آلاف أو ملايين أو بلايين السنين بحساب أهل الأرض الذين لم يخوضوا معك هذه الرحلة المذهلة، وذلك إذا كنت قد تحركت في رحلتك بسرعة قريبة من سرعة الضوء، وخلاصة القول: إن الزمن ينكمش مع ازدياد السرعة، وتزداد السرعة مع ازدياد القدرة على ذلك .

اختبار المؤمنين

هل اقتربنا من فهم إحدى المعجزات الحسية التي جرت لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . . (الإسراء والمعراج)؟ هذه المعجزة من الصنف الذي لم يجره الله بقصد التحدي، وإنما لاختبار درجة الإيمان وقوته لدى أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأعجب ما في هذه المعجزة (بشقيها) أنها غيب من جملة الغيوب التي يجب على المسلم أن يصدقها ويثق بها مطلقاً .

تقع الأحداث العظيمة لنتعلم منها ونخرج بالدروس والعبر التي ننتفع بها ونتعرف إلى آثارها عبر التاريخ، وستبقى حادثة الإسراء والمعراج مثالاً حياً على اصطفاء الله لنبيه الكريم وتقريبه إياه وتفضيله على سائر خلقه بهذه الرحلة المباركة . . وتظل المعجزة مدداً للمؤمنين الصادقين الذين يبحثون عن غذاء الروح، والسمو بالأخلاق والسلوكيات، ومعراجاً للنفس الزكية، كما أن الذكرى تبقى زاداً لعلماء الحضارة وقراءة التاريخ الإنساني، وبياناً للروابط بين بني البشر، ومساحات للتقارب والتباعد بينهم، كما أنها تبقى مصدراً لتوليد قواعد جديدة في فقه العلاقة مع الآخر، ينتفع بها الفقهاء، ويقوم على استخلاص هذا الجهد علماء الأصول .

تبدأ سورة الإسراء بكلمة (سبحان الذي أسرى . .) وفيها التنزيه والتعظيم والإجلال لصاحب هذه المعجزة من ألفها إلى يائها فكانت المعجزة كلها بقدر الله وبقدرة الله عز وجل وذلك تتعلم الأمة درس التسبيح والتعظيم والتمجيد لله عز وجل . والكون كله يسبح لله، حيث يقول تعالى: “وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبحُ بِحَمْدِهِ” (الإسراء الآية 44)، وإذا كان لكل عبادة في هذا الدين الحنيف حد ووقت إلا الذكر ليس له حد ولا وقت ولا حال يقول تعالى: “إِن فِي خَلْقِ السمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ (191)” (سورة آل عمران) .

فينبغي أن تعيش الأمة مسبحة لله وذاكرة لله، وقد سأل رجل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عن عبادة يسهل أن يطبقها وترفع درجته عند ربه فقال له: “ولا يزال لسانك رطباً بذكر الله” .

وصية الخليل

وأن تعيش الأمة مسبحة فهذه كانت وصية خليل الله إبراهيم لنبينا صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة، فعندما صعد إلى السماء السابعة وجد خليل الله إبراهيم سانداً ظهره إلى البيت المعمور فقال: له “يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنةَ طيبة التربة وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله” . . فهل تعلمت الأمة كيف تغرس لنفسها في جنة الله؟

الأمة الذاكرة لربها أمة منصورة لأنها أمة موصولة بالله، وأما الأمة الناسية لربها المعرضة عن هديه ومنهاجه فهي أمة كما قال القرآن فيها: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَب لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)” (سورة طه) .

هذا نبي الله سليمان الذي آتاه الله ملكاً لم يعطه لأحد قبله ولم يعطه لأحد بعده يعلم رجلاً تعجب من ملك آل داوود بقوله: سبحان الله لقد آتى الله آل داوود ملكًا عظيمًا فقال له يا رجل أن قولك سبحان الله هو أعظم عند الله من ملك آل داوود .

تاريخياً تبدو حادثة الإسراء والمعراج نقطة تحول كبرى في مجمل أحداث السيرة النبوية بأسرها وهو تحول مؤداه الأصلي الكبير أن مرحلة الاستضعاف أشرفت على الأفول طاوية معها عذابات ودماء وعناءات أخرى كثيرة أهمها هجرتان إلى الحبشة ورحلة إلى الطائف وحصار اجتماعي واقتصادي شامل لف العائلة الهاشمية مؤمنها وكافرها وموت السندين الكبيرين: خديجة رضي الله عنها والعم أبي طالب .

ومن ثم تدشين مرحلة أخرى جديدة تتطلب التمسك بالأمل واليقين والثقة كما تتطلب التأهل عبر الصلاة والصبر والعدل، فكان لا بد من الفصل بين مرحلتي الاستضعاف والتمكين بهجرة كريمة عظيمة إلى السماء لاستمداد آلات الصبر وامتلاء الفؤاد بنور آيات لا يبهت وهي هجرة تمكن لهجرة قادمة في الأرض ستحول الدنيا بأسرها إلى دولة الإسلام .

لقد جاءت هذه الرحلة العظيمة في إطار سلسلة الجرعات التربوية التي اعطيت للنبي الكريم إذ بدأت بخلوة التفكر والتدبر في غار حراء، ثم رحلة قيام الليل الطويلة في دار الأرقم ومكابدة العمل التنظيمي خلال المرحلة السرية، ثم رحلة الدعوة الجهرية وما فيها من مشقة على النفس، ومكابدة لصناديد قريش وإيذاءات ذوي السلطان، وإيذاءات أصحاب المصالح الشخصية، ومرحلة المعسكر التقشفي والسجن والحصار في شِعب أبي طالب فذاق النبيُ الكريمُ مرارةَ العيشِ، وقسوةَ الشظف واستمر تحت وطأة مجاعة حقيقية مدة ثلاث سنوات خرج منها إلى عام الحزن حيث فقد العم والزوجة، ثم انتقل بمفرده في رحلة دعوية إلى الطائف، حيث ذاق فيها من الإيذاء والعذاب ما لم يذقه مذ بدأ دعوته إلى الله، في هذه الأجواء حدثت رحلة الإسراء والمعراج، المعجزة، العجيبة، التي لم تستغرق سوى ثوانٍ . ولئن بُعِثَ كل نبي إلى قومه خاصة، فإنه صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين كافة، وورث كل ما سبقه من الأديان، ليكمل مكارمها، ويقوم ما حرفت أيدي البغي من تعاليمها، ويرد للدنيا فطرتها، وللإنسانية كرامتها.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-19-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: معجزة الزمان والمكان في الإسراء والمعراج

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-02-2013
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: معجزة الزمان والمكان في الإسراء والمعراج

اكرمكم الله وبارك بكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-12-2015
  #4
عبدالرزاق
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبدالرزاق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرزاق is on a distinguished road
افتراضي رد: معجزة الزمان والمكان في الإسراء والمعراج

جزاكم الله خير
__________________
رفيقك علم الله فلابد ان لا تنسى رفيقك
عبدالرزاق غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسراء والمعراج ومجالس الصالحين محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 04-20-2015 03:03 PM
صفتان أصلح بهما النبي صلى الله عليه وسلم الزمان والمكان محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 01-18-2015 10:35 AM
أهم دروس رحلة الإسراء والمعراج حمامة المدينة المواضيع الاسلامية 4 06-02-2013 01:59 AM
معجزتا الإسراء والمعراج نوح المواضيع الاسلامية 2 08-03-2009 02:06 PM
من حديث الإسراء والمعراج الـــــفراتي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 11-11-2008 12:43 PM


الساعة الآن 04:15 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir