الفرق بين الاحتمال والصبر :
أنّ الاحتمال للشيء يفيد كظم الغيظ فيه ، والصّبر على الشّدة يفيد حبس النفس عن المقابلة عليه بالقول والفعل ، والصّبر عن الشّيء يفيد حبس النّفس عن فعله ، وصبرت على خطوب الدهر أي حبست النفس عن الجزع عندها ، ولا يستعمل الاحتمال في ذلك لأنك لا تغتاظ منه.
الفرق بين الاختصار والاقتصار:
قيل: الاختصار : ما كان قليل اللفظ، كثير المعنى , والاقتصار : ما كان قليل اللفظ والمعنى . قلت: ويرشد إليه اشتقاقه من القصور ، وهو النقصان . (اللغات).
الفرق بين أخمدت النار وأطفأتها:
إن الإخماد يستعمل في الكثير والإطفاء في الكثير والقليل يقال : أخمدت النّار , وأطفأت النّار , ويقال : أطفأت السّراج , ويقال : أخمدت السراج ، وطفئت النّار يستعمل في الخمود مع ذكر النّار فيقال : خمدت نيران الظلم , ويستعار الطفي في غير ذكر النّار فيقال : طفئ غضبه , ولا يقال : خمد غضبه وفي الحديث: " الصدقة تطفئ غضب الرّبّ " , وقيل الخمود يكون بالغلبة والقهر والإطفاء بالمداراة والرفق ، ولهذا يستعمل الإطفاء في الغضب لأنّه يكون بالمداراة والرفق ، والإخماد يكون بالغلبة ، ولهذا يقال : خمدت نيران الظلم والفتنة , وأمّا الخمود والهمود فالفرق بينهما أنّ خمود النّار أن يسكن لهبها ويبقى جمرها ، وهمودها ذهابها البتة , وأمّا الوقود بضم الواو فاشتعال النار والوقود بالفتح ما يوقد به .
الفرق بين الإساءة والنقمة :
قد فرق بينهما بأنّ النقمة: قد تكون بحق جزاء على كفران النعمة , والإساءة: لا تكون إلا قبيحة , ولذا لا يصح وصفه تعالى بالمسيء ، وصحَّ وصفه بالمنتقم .
الفرق بين الاستخبار والسؤال:
أنّ الاستخبار طلب الخبر فقط، والسؤال يكون طلب الخبر وطلب الأمر والنهي , وهو أن يسأل السائل غيره أن يأمره بالشيء أو ينهاه عنه ، والسؤال والأمر سواء في الصيغة وإنّما يختلفان في الرتبة فالسؤال من الأدنى في الرتبة والأمر من الأرفع فيها .
الفرق بين الاصعاد والصعود:
أنّ الاصعاد في مستوى الأرض ، والصعود في الارتفاع يقال : أصعدنا من الكوفة إلى خراسان وصعدنا في الدرجة والسّلم والجبل .
الفرق بين الإطناب والإسهاب:
أنّ الإطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة ، والإسهاب بسطه مع قلة الفائدة فالإطناب بلاغة والإسهاب عيّ ، والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة ، والإسهاب بمنزلة سلوك ما يعد جهلا بما يقرب ، وقال أهل البلاغة : الإطناب إذا لم يكن منه بدّ فهو إيجاز .
الفرق بين الأعجمي والعجمي:
الأعجمي : الذي يمتنع لسانه من العربية ، ولا يفصح ، وإن كان نازلاً بالبادية ، والعجمي : منسوب إلى العجم ، وإن كان فصيحاً .
الفرق بين الأعرابي والعربي:
الأعرابي : البدوي ، وإن كان بالحضر ، والعربي : منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن بدويّاً فبينهما عموم من وجه (اللغات).
الفرق بين الأفول والغيوب :
أنّ الأفول : هو غيوب الشيء وراء الشيء , ولهذا يقال : أفل النجم لأنّّه يغيب وراء جهة الأرض ، والغيوب يكون في ذلك وفي غيره ، ألا ترى أنّك تقول غاب الرجل إذا ذهب عن البصر , وإن لم يستعمل إلا في الشمس والقمر والنجوم ، والغيوب يستعمل في كل شيء وهذا أيضاً فرق بيّن .
الفرق بين قولنا الله وقولنا اللهمَّ :
أنّ قولنا الله اسم , واللهمَّ نداء , والمراد به : يا الله فحذف حرف النداء وعوض الميم في آخره .
الفرق بين الانتقام والعقاب:
أنّ الانتقام سلب النعمة بالعذاب ، والعقاب جزاء على الجرم بالعذاب ؛ لأنّ العقاب نقيض الثواب والانتقام نقيض الإنعام .
الفرق بين الإنصاف والعدل :
أنّ الإنصاف إعطاء النصف ، والعدل يكون في ذلك وفي غيره ألا ترى أنّ السارق إذا قطع قيل إنّه عدل عليه ولا يقال إنّه أنصف ، وأصل الإنصاف أن تعطيه نصف الشئيء وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان ، وربّما قيل أطلب منك النصف كما يقال أطلب منك الإنصاف ثمّ استعمل في غير ذلك مما ذكرناه ، ويقال : أنصف الشيء إذا بلغ نصف نفسه ، ونصف غيره إذا بلغ نصفه.
الفرق بين أولاء وأولئك:
أنّ أولاء لما قَرُبَ وأولئك لما بَعُدَ , كما أنّ ذا لما قرب وذلك لما بعد , وإنّما الكاف للخطاب ودخلها معنى البعد لأنّ ما بعد عن المخاطب يحتاج من إعلامه وإنّه مخاطب بذكره لما لا يحتاج إليه ما قرب منه لوضوح أمره .
الفرق بين البخس والنقصان :
أنّ البخس النقص بالظلم قال تعالى " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " أي لا تنقصوهم ظلماً ، والنقصان يكون بالظلم وغيره .
الفرق بين البلاء والنقمة:
أنّ البلاء يكون ضررًا ويكون نفعاً , وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن " وليبلى المؤمنين منه بلاءً حسناً " ومن الضّر بلوته ، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك ابتداء والنقمة لا تكون إلا جزاء وعقوبة وأصلها شدة الإنكار تقول نقمت عليه الأمر إذا أنكرته عليه , وقد تسمى النقمة بلاء والبلاء لا يسمى نقمة إذا كان ابتداء والبلاء أيضاً اسم للنعمة وفي كلام الأحنف: البلاء ثمّ الثناء أي النعمة ثمّ الشكر .
الفرق بين البوش والجماعة :
أنّ البوش هم الجماعة الكثيرة من أخلاط الناس , ولا يقال لبني الأب الواحد بوش , ويقال أيضاً جماعة من الحمير , ولا يقال بوش من الحمير لأنّ الحمير كلّها جنس واحد , وأمّا العصبة فالعشرة وما فوقها قليلاً ومنه قوله عزَّ وجلَّ : " ونحن عصبة " وقيل هي من العشرة إلى الأربعين , وهي في العربية الجماعة من الفرسان والركب ركبان الإبل خاصة ولا يقال للفرسان ركب ، والعدي رجال يعدون في الغزو والرجل جمع راجل والنقيضة هي الطليعة وهم قوم يتقدمون الجيش فينقون الأرض أي ينظرون ما فيها من قولك نقضت المكان إذا نظرت ، والمقنب نحو الثلاثين يغزى بهم ، والحظيرة نحو الخمسة إلى العشرة يغزى بهم ، والكتيبة العسكر المجتمع فيه آلات الحرب من قولك كتبت الشيء إذا جمعته .
الفرق بين التثريب والتفنيد واللوم:
أنّ التثريب شبيه بالتقريع والتوبيخ تقول وبخه وقرعه وثربه بما كان منه ، واللوم قد يكون لما يفعله الإنسان في الحال ولا يقال لذلك تقريع وتثريب وتوبيخ ، واللوم يكون على الفعل الحسن ولا يكون التثريب إلا على قبيح ، والتفنيد تعجيز الرأي يقال فنده إذا عجز رأيه وضعفه والاسم الفند ، وأصل الكلمة الغلظ ومنه قيل للقطعة من الجبل فند ، ويجوز أن يقال التثريب الاستقصاء في اللوم والتعنيف ، وأصله من الثرب وهو شحم الجوف لأنّ البلوغ إليه هو البلوغ إلى المواضع الاقصى من البدن .
كتاب معجم الفروق اللغوية ، لأبي هلال العسكري