( أبو الخمسان ) في الأمثال الشعبية
حظي شهر نيسان بأمثال شعبية عديدة تؤكد أهمية هذا الشهر على مستويات عدة اجتماعية وزراعية وتصل إلى العادات والتقاليد ويعرف نيسان في الموروث الشعبي بالخميس كما يسمى أبو الخير, وفي المثل الشعبي نيسان أبو الخمسان, لوقوع خميسي البيض والأموات فيه, ولاقتران القمر مع الثريا يوم الخميس من شهر نيسان . ففي العادات الصحية يرى كثيرون أفضلية الطهور ( الختان ) ومثلها الحجامة, لاعتدال الطقس وخوفا من التهاب الجرح بالشتاء . ونقلت أمثال شعبية كثيرة تتعلق بالزراعة وأهمية المطر في هذا الشهر ومنها : ( نيسان بلا شتي متل العروس بلا حلي ) و ( مطر نيسان خير وصحة للإنسان ) و( مطرة نيسان بتحيي السكة والفدان ) ويقصد بهذا المثل أن نزول المطر في نيسان بعد انحباسه يحيي الأمل في نفوس المزارعين فيقومون بحرث الأرض من جديد تمهيدا للزراعات التي تعتمد على الأمطار في هذه الفترة, والمقصود بالسكة المحراث, والفدان الدواب التي تجر المحراث, وهناك من يرى ان معنى الفدان هو القطعة من الأرض, ولكن من الثابت أن تسمية فدان لقطعة من الأرض غير شائعة في سورية, وإنما في مصر, وتسمية دونم هي الأكثر تداولا . 0ويقال أيضا : ( مطرة نيسان بتحيي كل إنسان) و (بنيسان بتشتي عشية بتمشي الصبح محفية ) ومنها أيضا ( شتوة الخميس بتخلي الخير حندويس ), والمقصود بالخميس شهر نيسان كما أسلفنا, وكلمة حندويس غير شائعة ومن الواضح أنها تعني هنا ( الكثير) . ومن الأمثال التي تحث على الفلاحة في نيسان قولهم : ( بنيسان فلاح الأرض سيان لأن الري بيسابق الخيال ) والمقصود الحث على سرعة فلاحة الأرض لأن الأمطار تنزل بسرعة وتنحبس بسرعة, والخيّال بتشديد الياء راكب الخيل, وقيل عن أهمية المطر: ( النقطة بنيسان بتساوي كل سيل سال ) و ( ذهب نيسان ذهب كيزان ) وكيزان جمع كوز, ويصير المعنى مطر نيسان كالذهب في الجرة. وتوجد أمثال عن أمطار نيسان على النقيض مما أوردنا مثل : ( كانون فحلها ونيسان محلها ) وقيل كل مثل حسب الحالة المناخية التي كانت سائدة عند قوله, ومن الأمثال التي تشير إلى ارتفاع الحرارة (بنيسان بيدوب التلج وبيبان المرج ), كما نقلت بعض الأمثال التي تؤكد عدم استقرار حالة الجو بين المطر والانحباس والبرد والدفء, ومنها : ( نيسان لسانة فلتان ) و ( بنيسان أول النهار وحل وتاليه محل ) . ويدفع اعتدال الجو في نيسان الناس إلى التخفيف من الثياب, وارتداء الثياب الصيفية في بعض السنوات, فيقال ) بنيسان بتزهر البساتين .. وبتحلا السيارين ) و ( بنيسان اطفي نارك .. وافتح شبابيك دارك .. واسبح بالشمس لزنارك ), ومما قيل عن التخفيف من الثياب : ( بنيسان بتصير الدنيا عروس وبيخفوا الغطا والملبوس ) و(بنيسان بتنشلح القمصان ), مع الإشارة إلى مثل يحذر من اشتداد الرياح في نيسان فقالوا : ( هوا نيسان بيشقق القمصان ) . وتركز بعض الأمثال على انتهاء البرد وأطرفها: ( بنيسان بيفتح التوت وبيقللوا للبرد روح موت) و ( بنيسان حنوا حالكم يا نسوان ) ويعني المثل سرور النساء في هذا الشهر وليس الحنة بمعناها الحقيقي, وكثيرا ما يستخدمون في الموروث الشعبي الحنة للدلالة على السرور ومنها ( روح حني حالك ), ويقال عن السيران ( بنيسان بتسرح الغزلان وبيفتح البستان ) و ( إن اجا نيسان حضروا له الفنجان ) كناية عن الحث لتحضير لوازم السيران . ونذكر من الأمثال التي تشير إلى الدفء (بنيسان بيدفا كل إنسان ) ومنها ( نيسان بيطعمي الجوعان وبيدفي العريان )
_________________