ضنك القلوب
كثيرة هي الألفاظ العربية التي نادراً ما نستعملها، ونكاد ننساها على الرغم من حيويتها ودلالاتها التعبيرية الكثيرة، وقد وردت في الكتاب المعجز القرآن الكريم، وما زالت إلى اليوم تتحمل معاني جديدة، وكثيراً ما تستوقف قارئ القرآن الكريم مثل هذه المفردات «السحرية» حمّالة المعاني، التي على الرغم من جزالتها وندرة استعمالها، يفهم معناها من خلال سياق الجملة، دون الرجوع إلى القواميس والتفاسير.
من أجمل التفاسير التي سمعتها عن الضنك في الآية الكريمة «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً»، إن الضنك هو الضيق في القلب، وهو حقيقة ما نلاحظه ونعيشه، إذ لا يشترط في المعيشة الضيقة قلة المال، فكثير من الأغنياء لا يشعرون بالسعادة على الرغم من رخائهم بسبب إعراضهم عن طريق الهداية، وكثير من الفقراء أشد سعادة منهم، برحابة صدورهم وقلوبهم.
الضَّنْكُ: الضِّيقُ من كل شيء، الذكر والأنثى فيه سواء، ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة.
وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً.
وفي التنزيل العزيز: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً»؛ أي غير حَلال؛ قيل: الضَّنْك أصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة، ومعناه، أن هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم، وقيل: وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر؛ وقيل معيشةً ضَنْكاً جهنم، وقيل الكسب الحرام، وقيل: أكلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ وإن كان مُوَسَّعاً عليه، وقد ضَنُك عيشُه. والضَّنْك ضَيق العيش، وكلُّ ما ضاق فهو ضنْك. والضَّنيكُ العيش الضَّيِّقُ، والضَّنيك المقطوع.
ويقال للضعيف في بدنه ورأيه ضَنِيك، والضَّنِيك: التابع الذي يعمل بخُبْزه.
وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة: ضاق.
وضَنُك الرجلُ ضناكة، فهو ضنيك: ضَعُف في جسمه ونفسه ورأيه وعقله. والضُّنْكَة والضُّنَاك، بالضم: الزُّكام، وقد ضُنِكَ، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَضْنُوك إذا زُكِمَ، والله أضْنَكه وأَزْكِمه.
وفي الحديث: أنه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته رجل ثم عَطَس فشَمَّته رجل ثم عَطَس فأراد أن يُشَمِّته، فقال: دَعْه فإنه مَضْنُوك أي مزْكوم.
عنترة العبسي:
إنْ يُلحَقُوا أكْــــرُرْ وإنْ يُسْتلحَمُوا
أشـــــددْ وإنْ يلفوا بضنك أنـــزِل
ولقد أبيتُ على الطَّــــوى وأظلهُ
حتى أنـــــال به كريمَ المأكــــــــلِ
بكَرتْ تخوفني الحتوفَ كـــــأنني
أَصْبحْتُ عن غَرض الحَتوفِ بِمَعْزِل
إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات