أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي شهر الرحمة.. والتوبة.. والاستقامة

شهر الرحمة.. والتوبة.. والاستقامة


الدكتور صلاح الدين أحمد كفتارو
بسم الله الرحمن الرحيم

ûيا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون‎ ‏

أيها الأخوة المؤمنون: في هذه الأيام المباركة يتجلى علينا شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعاً، هو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. ‏

لقد شرع الله سبحانه الصيام تزكية للنفوس، وصقلاً للأرواح، وتطهيراً للقلوب، وتربية للإرادات وتهذيباً للأخلاق.. ‏

بل ما شرعه الله إلا ليختبر به إيمان المؤمنين فالصوم شجرة ثمرتها الحلم، لتوجيه نبيكم المصطفى ے: «الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، وان امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم» (أخرجه البخاري)




والصوم وسيلة غايتها الاستقامة، ومقدمة نتيجتها حسن الخلق لقول رسول الله ے: «من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه» (أخرجه البخاري) ‏

وقال أيضاً: «الصوم جنة ما لم يخرقها» (أخرجه أحمد) ‏

وكل عبادة لا تنتج هذه القيم الرفيعة، إنما هي عبادة ناقصة، وطاعة شلاء لا تضيء قلباً، ولا تداوي نفساً، ولا تقوم هوى، ولا تهذب أخلاقاً، ولا تصل بالروح الى ملكوت الله سبحانه، فقد قال رسول الله ے: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر» (أخرجه أحمد وابن ماجه) ‏

أيها الإخوة: ومن خلال سنة الله في كونه، فقد استدار الزمن، وعاد شهر رمضان، عاد إلينا بعد أن نسينا كثيراً، وبعد ان سبحنا في شؤون دنيانا سبحاً طويلاً، عاد رمضان، وقدر لنا ان نعود معه، لنشهد أيامه الغراء، ونحيي لياليه الزهراء. ‏

ان رمضان نفحة مباركة من نفحات الله تعالى لعباده المؤمنين، وفرصة عظيمة من فرص الخير، ومسابقة عالمية لذوي الهمم العاليةفي الايمان، للحصول على جوائز كبيرة في نهايته، لا يمكن الحصول عليها في غير هذا الشهر الكريم فالله تعالى يفتح أبواب جناته من أول يوم فيه، ويغلق أبواب النار، ويكبل الشياطين ليخف ضررهم على عباده المؤمنين وفي هذا يقول رسول الله ے: « إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت النار، وصفدت الشياطين» (أخرجه البخاري ومسلم) ‏

وفي رواية ابن ماجه: «إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». ‏

إن شهر رمضان هو ربيع الأرواح، كلما أزلفت فيه النفس من خير، يزكو وينمو صيامه وقيامه وصدقاته وغدواته كلها مباركة مضاعفة الأجر... ‏

فما أجدر المتخلفين منا عن الركب أن يتداركوا في هذا الربيع، ما فاتهم، وأن يحاولوا اللحاق بالقافلة، وأن يضاعفوا جهودهم ليزدادوا اقتراباً من المثل العليا... ‏

ألا وليكن أول ما نبدأ به حين نستمع إلى هذا النداء، أن نلتفت التفاتة يسيرة إلى الوراء، إلى ما مضى من تفريطنا بحق ربنا، ولنوطن العزم على الجد والاستقامة في مستقبل أمرنا، ولنبادر إلى الإقلاع عن كل ظلم وزور، والتوبة والإنابة من كل كذب وإثم، ثم أن نفرغ قلوبنا من ظلمات الشهوة والأنا، ونملأها بنور الحكمة والتزكية والهدى، والرحمة والمحبة... ‏

أخوة الإيمان: إن ما في الصوم من كبت وحرمان إنما هو وسيلة إلى غاية قبله إنه التدرب على السيادة والتدريب على القيادة والتدريب على الجود والإيثار، وإنه ليس من شيء أفضل في هذه المواسم من عمل الخير، سئل سيدنا علي رضي الله عنه عن الخير فقال: «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم عملك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت، حمدت الله، وإن أسأت، استغفرت الله، ولاخير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات». ‏

ومن رحمة الله على عباده، أن فتح باب الأمل والرجاء أمام المخطئين، ليتوب مسيئهم، ويغفر لهم ما اقترفوا من إثم ومعصية.. يقول رسول الله ے: ûكل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون‎ (أخرجه أحمد والترمذي). ‏

ويقول ربنا في الحديث القدسي: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، أتيتك بمثل ذلك مغفرة ولا أبالي». (أخرجه أحمد والترمذي). ‏

أيها الإخوة: إن فضل الله على عباده عظيم، ورحمته بهم واسعة، وأبوابه بين أيديهم مفتحة، فهو يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، حتى تطلع الشمس من مغربها، وهو يقول: ûقل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم‎. ‏







__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-08-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي

[imgr]http://i22.servimg.com/u/f22/11/28/40/01/8e96e316.gif[/imgr]
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرحمة العظمى محمود رضوان المواضيع الاسلامية 0 03-04-2014 10:38 PM
دراسات في التصوف، في الرحمة و الرأفة عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:13 PM


الساعة الآن 01:43 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir