من التراث العراقي
بعـــض من القــاب الاســــر العراقيـة
اليوزبكي
(يوز) بالتركية تعني الرقم مئة وباضافة (بكـ) يكون معنى التركيبة الجديدة (المئة بيك) وفي الموصل الحدباء اسرة عريقة تحمل هذا اللقب ارتحل بعض وجوهها الى بغداد واتخذوها سكنا لهم من ابرزهم الوجيه المعروف الحاج توفيق اليوزبكي والطبيب عبد الغني والاداري صلاح - المدير المفوض لشركة العراق للقابلوات والاسلاك الكهربائية.
العنبكي
العنبقية من العشائر المعروفة في نواحي الخالي (دلي عباس- المنصورية) ونخوتهم (درّاج)، والجعافرة منهم، ويقال ان نخوتهم سابقا (سنا عيسى) وبهذا الاعتبار يعدون من (شمر) جاءتهم امارة (عانه) فصار يقال لهم (عانه بكي) ولكن المعروف انهم ينتسبون الى (عين بق) في سوريا ثم جاءوا الى العراق فسكنوا (الكور) قرب (العبيد) وفي رحلة المنشيء البغدادي انهم كانوا يحافظون الطريق من جبل حمرين الى ابي حبيل في خان بني سعد، هذا ما ظهر من نسبهم في المجلد الثالث صفحة 166 في (البيورليدي) المؤرخ في 1103 هـ - 1691م الصادر في تركيا، وفي رحلة المنشيء البغدادي صفحة 25 و35 روى لي النسابة الاستاذ محمد فائق محمود الملا حويش، والعهدة - هذه المرة - على صديقنا العاني، ان هذا اللقب جاء من كونهم (بكوات عانة)، وانما سميت المدينة بهذا الاسم لتردد عانات الغزلان البرية على شواطيء فراتها طلبا للماء، ويقول ان هذه الاسرة ارتحلت الى منطقة ديالى تخلصا من الجندية اثناء النفير العام (السفر برلك وار) الذي اعلنه العثمانيون ابان الحرب العالمية الاولى، وفي ديالى اخذ الناس يتساءلون عن القادمين الجدد، فيأتيهم الجواب من العارفين انهم (العانه بكية) اي بكوات عانة، وللسهولة حذفوا حرف الالف وقالوا (العنبكية). ثم ان عددا منهم ارتحل الى بغداد وسكن فيها الى اليوم، برز منهم في ايامنا هذه الدكتور المهندس مظهر والشاعر المدرس غازي والمدرسان في الجامعة التكنولوجية الدكتور عدنان والدكتور محمد صلاح والقاضي جواد وزهير رشيد، مدير مدرسة بعقوبة الابتدائية للبنين سابقا.
الاطرقجي
الكلمة من التركية (اوطراق) اي المقعد الذي هو الكرسي. الحق به البغداديون (جي) للدلالة على تعاطي المهنة وهذا اللقب يخلع على باعة او تجار الاثاث المنزلية على اختلافها وفي بغداد عدة اسر تحمل هذا اللقب برز منها الطبيب عدنان الاطرقجي - رحمه الله - والممثل القدير المرحوم حامد الاطرقجي والتاجر صادق الاطرقجي والممثل التلفزيوني صادق الاطرقجي.
الانكورلي
لقب اسرة بغدادية عريقة اشتهر منها ابو منيب المرحوم القاضي مصطفى الانكورلي الملقب (العقرقي) قيل ان الانكورلي من (انكوره) وهي العاصمة التركية (انقرة)، وذكر المرحوم رزوق عيسى انه ينسب الى (العنكور) وهي كلمة اعجمية تعني العنب، ويرجح ان الجد الاول لهذه الاسرة كان عنابا، والى فشو الالفاظ الاعجمية في لغتنا العربية اشار احد الشعراء البغداديين القدامي الى ذلك بقوله ساخرا:
ان العناكير ساهت بعدما سبرت
واستشرنت بعدما كانت طراشيشا
ومعناه: ان العنب اسود بعد اخضراره، واحلولى بعد ان كان حامضا.
محلات بغداد القديمة صور شاخصة أمام الأعين
ان محلات بغداد القديمة لازالت عالقة اسمائها في ذهن وفكر وروحية البغداديين وشاخصة صورها امام اعينهم ولها وقع خاص في نفوسهم فهم يعرفون ماذا تعني المحلة البغدادية الفلانية في تاريخ بغداد والعراق بمجموع سكانها وبشخصياتها وبالناس المعلومين فيها من عامهم وخاصهم والذين برزوا خلال حقبات زمنية مختلفة وعلى مر العصور والعهود من تاريخ بغداد الحافل بالاحداث كما ان هناك عددا كبيرا من المحلات اقترنت اسمائها باسماء شخصياتها مثل محلة الفضل وهي المحلة التي نسبت الى السيد محمد الفضل حيث دفن فيها وفي الجامع الذي سمي باسم المحلة “جامع محلة الفضل” ومحلة سراج الدين ومحلة الشيخ بشار في الكرخ ومحلة الشيخ علي ومحلة الشيخ صندل… الخ. وهناك محلات سميت باسم المهن والحرف المشهورة فيها مثل محلة سوق الغزل في الرصافة ومحلة سوق الصفافير.. الخ وقد بلغ عدد المحلات البغدادية في اواخر الحكم العثماني حوالي (80) محلة وكما ورد في كتاب دليل خارطة بغداد المفصل للدكتور المرحوم مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة وتحتل هذه المحلات رقعة جغرافية واسعة في جانبي الكرخ والرصافة وفي مشاهد قريش (الكاظمية) و (الاعظمية) كما ان مساحة المحلة الواحدة متباينة من محلة الى اخرى وكذلك الكثافة السكانية متباينة ضمن محلات بغداد القديمة وقد بلغ عدد المحلات البغدادية حتى نهاية الخمسينيات اكثر من مئة محلة موزعة على رقعة جغرافية واسعة.
(بعد خراب البصرة) وقصة الامثال الشعبية
محمد بكر
في مدينة البصرة وردت الكثير من الأمثال العربية والشعبية التي مازال يتداولها الناس منذ تأسيس المدينة على يد الصحابي عتبة بن غزوان وحتى يومنا هذا ومن هذه الامثال قولهم ( ياحبذا الإمارة، ولو على الحجارة) وقد حور هذا المثل ليصبح أحد الأمثال الشعبية فأصبح (الإمارة ولو على الحجارة) وذلك أنه لما شرع في إعادة بناء المسجد في البصرة بالاجر والجص بدل اللبن أحتاج الآمر الى عدد كبير من العمال وكميات كبيرة من المواد ولتنظيم العمل تم تقسيم العمال إلى مجموعات وعلى كل مجموعة وضعوا عليها رئيس عمل فأصبح كل رئيس يتصرف وكأنه أمير فقيل فيهم هذا المثل. وهناك مثل اخر هو (قابل أحترقت البصرة) وذلك لأن احتراق مدينة مهمة كالبصرة أمر جلل وحادث مريع وقد تم حرق المدينة أو أجزاء كبيرة منها عدة مرات في التاريخ فقد تم حرقها في أثناء دخول الخوارج اليها وكذلك عند أحتلال الزنج لها. ويضرب المثل لنصح المتعجل بالتريث فكأن تقول (يعني قابل أحترقت البصرة) أي إن الأمر ليس بالمهم ولايحتاج إلى العجلة كما يضرب للذي يريد ان يهون أمراً عده الاخرون عملاً كبيراً كالذي يقوم بعمل يستنكره الاخرون فيقول (على مهلكم؟ قابل أحترقت البصرة) أما (بعد خراب البصرة) فهو مثل مشهور يضرب للذي يقوم بعمل ولكن بعد فوات الأوان واصل المثل يعود إلى عهد الدولة العباسية عندما حصلت ثورة الزنج اذ توجه أخو الخليفة للقضاء عليها وقبل أن يتم عمله حدثت عليه ثورة في إيران فترك حرب الزنج وتوجه إلى إيران وقد أستفحل قائد الزنج ذلك فقويت شكيمته وزاد عدد جنده وتمكن من مهاجمة البصرة وأقتحامها وحدثت مجزرة وحشية قتل فيها من اهل البصرة مايقرب من مليون شخص وسبيت النساء واحرقت معظم أجزاء المدينة. ثم عاد أخو الخليفة بعد ان تمكن من القضاء على الثورة في إيران وعاد لمقاتله صاحب الزنج وكانت المعركة أشد شراسة من الاولى لكنه أستطاع بفضل حكمته وصبره وشجاعته من تفتيت جيش خصمه شيئاً فشيئاً إلى أن تمكن من القضاء عليه وقتله ولكن الناس في بغداد لم يعجبهم هذا النصر الذي جاء متأخراً واصبح يقول بعضهم لبعض بعد خراب البصرة أي يضرب المثل للشخص الذي ينجز عملاً بعد فوات الأوان. وهناك مثل أخر يقول (البصرة حريق وبغداد غريق) وهو من الآمثال الشعبية المتداولة بين الناس أيضاً ويبدو انه قيل أيام الاحتلال العثماني لكثرة ما كانت تتعرض له مدينة البصرة من الحرائق بسبب البيوت المبنية من القصب والمنتشرة في احيائها الفقيرة أما بغداد فكانت تتعرض إلى الغرق بسبب عدم السيطرة على مياه دجلة وإهمال الدولة للسدود والسيطرة على الماء ويضرب هذا المثل للخيار بين أمرين أحلاهما مرَ ؟
(كبرياء الفرات) اهازيج الشاعر المهوال - مكطوف الظالمي
(بحث ودراسة في الاهزوجة العراقية)
جمع المؤلف جاسم محمد علي العزام في كتابه كبرياء الفرات ملخص كلام الرواة من الادباء والشعراء والباحثين عن رمز من رموز الاهزوجة العراقية الا هو الشاعر المهوال مكطوف بن جياد الظالمي (1901 - 1962) الذي ولد في قرية شط حطاب - المناذرة - التابعة لمدينة النجف الاشرف. كما جمع المؤلف بالتعاون مع نجل المهوال مكطوف معظم ما كتب ونشر في الصحف والمجلات والكتب عن ابيه. ولقد تتبع المؤلف مراحل حياة الشاعر وتناول انواع الهوسات وتعريفها باعتبارها لونا غنائيا فولكلوريا يرافقه رقص غنائي جماعي يستخدم لاثارة الهمم والتحفيز على القتال. ودرس الاغراض التي تناولها المهوال في اهازيجه واقواله في الاهزوجة القبلية والجناسية والوطنية والسياسية والدينية ونظمه للقصيدة الطويلة. كما تناول المؤلف المهوال والصحافة وشهادة بعض الادباء في المهوال. ولعل ابرز ما في هذا الكتاب ايراد المؤلف لقصيدة المهوال:
يمنادي الشعب لبيك من ناديت
ذبحت اهل الفرات عليك ما خليت
سويتك حكومة وسلميتك بيت
اشلون اتسلم البيت لمطره.. ومطره اتصاوغ بيه
التي القاها المهوال عند زيارة الملك فيصل الثاني والوصي عبد الاله لناحية المشخاب عام 1953 وتحديدا في قصر الشيخ عبد الواحد الحاج سكر في منطقة (راك الحصوة) هذه القصيدة تعتبر ملحمة رائعة تغنى بها ابناء الشعب العراقي كثيرا ولمدة طويلة ودار حولها كلام كثير. الكتاب جهد مثمر بذله المؤلف والسيد كريم مكطوف الظالمي في بعث هذا اللون من الوان الادب الشعبي والتعريف بأهم رواد هذا اللون من الشعر عسى ان يكون هذا الكتاب حافزا لاصدار الجزء الثاني منه.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
09-30-2011
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
