بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على سيّدنا محمّد رسول الله و على آله وصحبه أجمعين .
الشّامُ روحٌ إلى أرض ِ الحجازِ سَرَتْ
( نظم فواز الجود )
بذي الحُليْفة لبّى النّاسُ و انتظروا
*** و محْمَلُ الشّام ِ محبوسٌ و مُنْحَصِرُ
و يسألُ الرّكْبُ عنْ إبطاءِ شامتِهمْ
*** فكيْفَ يُبطئُ مَنْ بالشّوْق ِ مُسْتعِرُ
و النّوقُ تذرِفُ دمْعاً منْ تلهُّفِها *** و ريْحُ طيْبة َ بالآفاق ِ مُنْتشِر
يا مًنْ سألْتَ و ميقاتُ الحجيج ِ بكى
*** أدمى القلوبَ سؤالُ النّاس ِ و الخبرُ
***
الشّامُ روحٌ إلى أرض ِ الحجازِ سَرَتْ
*** و جسْمُها اليوْمَ مذبوح ٌ و منبتِرُ
تعلَّقَتْ بستارِ البيْتِ مُهْجتُها
*** ردَّ السّلامَ عليْها الحِجْرُ و الحجَرُ
فيها كحيْلُ لِحاظِ الطّرْفِ طوَّفَها
*** إذا تطوَّفَ حوْلَ البيْتِ مُعْتمِرُ
تطوفُ تسعى فلا الأميالُ تحجُبُها
*** و ليْسَ يمنعُها كَدّ ٌ و لا كَدَرُ
***
و عيْنُ زمْزمَ غذّتْ بالهوى بردى
*** تسقي الكؤوسَ لمَنْ في حُبِّهمْ صبَروا
و هاشمٌ إذ ْ ثوى بالشّام ِ مشْهَدُهُ
*** يُهْدي الثريدَ فلا غابوا و لا هجَروا
إنْ فاتها عرفاتٌ عندَ مَغْربهِ
**** عنها الملائكُ قدْ لبَّتْ إذا نفروا
و بازدلافِ ضيوفِ اللهِ حاضرةٌ
*** و حوْلَ خَيْفِ مِنى صلَّتْ بمَنْ قَصَروا
***
يا ربّ ُ تشكو إليْكَ الشّامُ ضارعة ً
**** و أنتَ موْلى الّذي يدعو و ينْكسِرُ
هذي خيامُ مِنى في أمْنها ارتفَعَتْ
*** و بالصّحارى خيامُ الشّام ِ تعتصِرُ
خوْفاً و جوعاً على آلامِها اصطبَرَتْ
*** و أهلُ شامكَ أهلُ العِزِّ قدْ نُهِروا
تكالبَ الشّرّ ُ يغزوها بغدْرَتهِ
*** وعُصْبة ُ الشّرِّ ما أغنَتْ بها النُذُرُ
***
عاثوا الفسادَ بها و الكِبْرُ أسْكَرَهمْ
**** و أنتَ تُبْصِرُ ما عاثوا و ما ضَمَروا
و أنتَ مُنتقمٌ بالقهْرِ مُتَّصِفٌ
*** أنتَ القديرُ على الباغينَ مُقْتدِرُ
يا خيْرَ منتصِر ٍ أدْرِكْ بنجْدتِنا
**** فكمْ تقلَّبَ أهْلُ البَغْي ِ و انحسَروا
يا مَنْ كتبْتَ بأنَّ الأرضَ وارثُها
*** أهْلُ الصّلاح ِ جلاها الذّكْرُ و الزُّبُرُ
***
و بشَّرَ المُصْطفى الهادي بنُصْرتِنا
*** فلا تُخَلَّفُ في أخبارِهِ البُشَرُ
يا ربِّ صلِّ على المُختارِ منْ مُضَر ٍ
*** ما كبَّرَ النّاسُ بالأضحى و ما نَحَروا
و ما تعجَّلَ في يوْميْن ِ أهلُ مِنى
*** و ما تأخَّرَ مَنْ باتوا و مَنْ سَهِروا