
، وخرج منها رئيسا لمحكمة الجزاء في اللاذقية التي جاءها سنة 1300 / 1883 م فأقام بها نحو خمسة أعوام . تولى بعد ذلك رئاسة محكمة الجزاء في القدس ،التي التقى فيها بالشيخ حسن بن حلاوة الغزي الولي المعتقد صاحب الكرامات الذي علمه الطريقة القادرية في التصوف ، ولقنه بعض الأذكار والأوراد ، وظل بها أقل من سنة ، حيث غادرها رئيسا لمحكمة الحقوق في بيروت التي وصلها سنة 1305 ، وبقي فيها ما يقرب من عشين عاما ، حتى فصل سنة 1909، وألف فيها سائر كتبه ، وطبع أكثرها ، ثم غادرها إلى المدينة المنورة مجاورا لرسول الله
، وظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1914 م ،حيث عاد إلى قريته ( إجزم ) ، وبقى فيها حتى توفي سنة 1932 م .
، وكتب الشعر وتعددت دواوينه وقصائده، خاصة في النواحي الإسلامية والمدائح النبوية وغيرها، وظفر النبهاني بشهرة واسعة بين الأوساط الدينية والأدبية.
.
، والتركيز على المدائح النبوية، والتأريخ ـ شعرا ـ لحياة رسول الله
ولسيرته العطرة، والاهتمام بحياة الصحابة
وغير ذلك من المضامين الدينية، كل ذلك كان يمثل جانبا من جوانب النزعة الدينية المتاصلة في قلوب ونفوس التكوين البشري والاجتماعي في فلسطين، فالشاعر العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص كان وما يزال على صلة بتراثه الديني، "فمن الظواهر اللافتة في استخدامات اللغة الشعرية المعاصرة احتواؤها الادائي لمعطيات التاريخ ودلالات التراث التي تتيح تمازجا، وتخلق تداخلا بين الحركة الزمانية، حيث ينسكب الماضي بكل توفزاته وأحداثه على الحاضر بكل ما له من طزاجة اللحظة الحاضرة" ، فكيف إذا كان هذا الماضي الذي نحن بصدده وهذا التراث الذي استحوذ على فكر هذه المرحلة هو الدين الذي يدينون به، فقد كان الأثر الديني وخاصة الأثر الإسلامي على رأس المؤثرات في الشعر الفلسطيني، فالمجتمع الفلسطيني مجتمع متدين بطبعه، حيث تدين الغالبية العظمى منه بالإسلام" ، لذلك لا غرابة أن "يستلهم الشعراء معطيات التراث دينيا وتاريخيا وثقافيا، وخاصة معطيات الدين الإسلامي"
وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وفي مكة المكرمة والمدينة المنوررة كأماكن لها وقعها الديني والنفسي في فكر الشاعر ووجدانه.
وسيرته ، من ميلاده حتى وفاته، والتي عارض فيها همزية البوصيري "أم القرى في مدح خير الورى " ، وعدد صفحاتها مائة وأربع
مبينا مدى حبه وشوقه وحنينه لها، وهيامه بها:
وصحبه الكرام، وحضور المكان ممثلا في مكة المكرمة ومدينة رسول الله
في شعر النبهاني حضورا مميزا عن أي حضور آخر، متصفا يصدق العاطفة ، ومبينا جلال الإنسان وقدسية المكان وهيبتهما في شعره، يحف به موكب العاطفة الدينية الصادقة والمتأصلة في فكر الشاعر ووجدانه، فقد انبرى في " الرائية الكبرى "للدفاع عن دين الإسلام، ووحدانية الله، واستعلائه على الخلائق جمبعها وتقديسه وتنزيهه، وتوحده، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم بلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يستغني عن الخلائق جميعها ولا تستغني عنه، وهو السميع البصير القوي . وهنا نرى مدى تاثره الشديد بالقرآن الكريم، وحبه لدين الإسلام، وتفضيله على سائر الأديان والملل والنحل.
والكلام مع أهل الكتاب في إثبات نبوته، والكلام مع اليهود والنصارى في شأنه، يختمها بقوله :
, الذي جعل شعره في خدمة رسول الله، ونافح به عنه وعن رسالته السمحاء، وعن الإسلام والمسلمين، وهجا بشعره أعداء الدين وأعداء رسول الله
, ورد عليهم .
وشمائله، والمدائح النبوبة، وفضل الصحابة، وإقناع الشيعة، وكان أشهر بطل من فرسانه في الحقبة التي عاش فيها في بلاد الشام " .
بمالا يأباه عقل ولا يمنعه نقل بقصيدة مطلعها:
وهام في حب صحابته الأخيار وهام في حب دينه هياما شديدا، ووقف معظم مؤلفاته على المدائح النبوية والتأريخ لسيرة رسول الله
والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، وجعل من نفسه حسان بن ثابت
في دفاعه عن الإسلام والمسلمين والرد على المخالفين للدين واعدائه.
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| انتقل الى رحمة الله تعالى العالم الربانى الشيخ يوسف العتوم الأردنى | admin | المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي | 1 | 10-14-2013 12:11 PM |
| حسن الشرعة في مشروعية صلاة الظهر بعد الجمعة_ النبهاني | عبدالقادر حمود | المكتبة الرقمية | 3 | 11-07-2011 05:01 PM |
| الفضائل المحمدية ل-يوسف بن اسماعيل النبهاني | أشعري مالكي | المكتبة الرقمية | 1 | 05-06-2010 02:26 AM |
| الشاعر الفقيه الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله | ابوعبدالله | السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام | 6 | 12-04-2009 04:43 AM |
| من شعر سيدنا النبهاني | ابوعبدالله | الانشاد والشعر الاسلامي | 3 | 12-26-2008 05:53 AM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها