|
|
محمد الحسين
ولتسليط الضوء على هذا النوع من العلاج، والذي كان من الطرق المستخدمة في الطب الشعبي، eSyria التقى السيد "علي الجاسم"، من أهالي قرية "العبد"، والذي مارس عملية الكي مع والده، فبدأ حديثه معنا بالقول: «يستخدم "الكي" أو ما يسمى بلهجة أهل الدير "العطبة"، في الحالات التي لم تستجب للعلاج بالأعشاب أو ما شابه ذلك، ويجري "الكي" بطريقتين، إما باستخدام قطعة معدنية، وهذه في حالات معينة، أو باستخدام قطعة قماشية، مصنوعة من القطن أو الكتان، حيث تلف هذه القطعة على شكل اسطواني لا يتجاوز قطرها 1سم وطولها 3سم، وتشعل في مقدمتها النار، حيث يتم احتراقها ببطء ودون لهب، وأثناء الاحتراق لتلك القطعة القماشية تنطلق رائحة دخان خاص ومميز بهذا النوع من القماش، ويسمى هذا الدخان "العِطّاب" بكسر العين، ومن هنا جاءت تسمية من يقوم بهذه العملية بـ"العَطّاب" بفتح العين، ويستخدم "الكي" لعلاج عدة حالات مرضية، ومنها إصابة العين بالماء الأبيض، أي تشكل غشاوة في عدسة العين فتشكل عائقا للرؤية، فيتم الكي بطريقة "العطبة"، في منطقة الصدغ أو ما يسمى باللهجة العامية "الصابر" القريب من جهة العين المصابة، وتبقى النار مشتعلة في مكان "الكي" حتى انطفاء النار، أي انتهاء الفتيل القماشي الذي بطول 2سم تقريباً، ويحتاج مكان "الكي" من أن
السيد علي الجاسم يبرأ من آثار الحرق حوالي عشرين يوماً، ويعالج بغلي نبات بري يدعى "الكريصة" مع السمن العربي، ثم يصفى والناتج يدهن به مكان الحرق، وكذلك يستخدم الكي لعلاج ما يسمى "البهظة"، وهي حمل شيء ثقيل يصاب على أثره بالوهن وعدم الشهية للأكل، حيث توضع "العطبة" في منطقة البطن والظهر في الأماكن التي يشعر بها بالألم، وأيضا يستخدم الفتيل القماشي حتى انطفائه بالجسم، ويحتاج إلى فترة طويلة للشفاء من آثار الحروق، وكذلك يتم "الكي" في منطقة ساعد اليد اليمنى في منطقة العضلة تماماً».
الدكتور حسن الصالح البطن مقابل رأس المعدة، ويقابلها أيضا في منطقة الظهر، ويكون الكي على شكل متصالب في كلا المنطقتين، ومن الأمراض التي يمكن معالجتها بالكي "المطنطف"، وهي التهاب لسان المزمار أو التهاب اللوزات الحاد، ويتم الكي في منطقة أعلى جبهة الرأس بالقرب من الشعر، وكذلك في المنطقة الخليفة للرقبة أيضاً قرب الشعر، وأثناء عملية الكي يصاب المريض بألم شديد قد يصل في بعض الأحيان إلى مرحلة الإغماء، نتيجة تعرضه للحرق ودون تخدير موضعي».
يظهر مكان الكي في منطقة الساق فوق الكعب قال: «تعرضت للكي وأنا صغير، حيث أصبت بالتهاب "اللوز"، وكان آنذاك لا يوجد أي طبيب في القرية ولا حتى صيدلية، والنزول إلى المدينة صعب، لقلة وسائط النقل، فكان أهل القرية يعتمدون على الطبيب العربي أو الطب الشعبي، ولكن مع تطور العلم والطب بشكل خاص، أصبح في القرية عدد كبير من الأطباء باختصاصات مختلفة، وكذلك الصيدليات، ولم يبق أحداً يستخدم هذه الطرق من العلاج إلا ما ندر».
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا | عبدالقادر حمود | المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي | 0 | 09-17-2011 05:09 PM |
| إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور اساء للشعب السوري في برنامجه "شاهد على العصر" | نوح | القسم العام | 2 | 05-14-2011 08:59 AM |
| بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م | الـــــفراتي | القسم العام | 0 | 04-26-2011 01:42 PM |
| عودة "نسر الثعابين السوري" النادر الوجود إلى محمية "اللجاة" | عبدالقادر حمود | القسم العام | 0 | 10-02-2010 08:10 AM |
| جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" | عبدالقادر حمود | ركن وادي الفرات | 2 | 04-20-2010 11:38 AM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها