الخنزير حُرم أكله حتى لا يكسب الإنسان صفاته الخبيثة
قصص الحيوان في القرآن.. العلم الحديث يؤكد ما أقرته الشريعة قبل 15 قرناً
الخنزير حُرم أكله حتى لا يكسب الإنسان صفاته الخبيثة
أحمد شعبان
الخنزير من الحيوانات الثديية ويعيش على النفايات والفضلات والنجاسات وأكل الميتة ويتعمد ترك فريسته عدة أيام حتى تتعفن قبل أن يأكلها، وبه الكثير من طبائع البهائم والسباع فهو يأكل العشب والعلف والميتة والناب. وقد حرم الله عز وجل أكل لحم الخنزير قبل أن يعرف العلم الحديث الأضرار الناجمة عن تناوله، وكان تحريم القرآن لخبثه وللضرر الناشئ عن أكله.
يقول الدكتور عبد الجواد المحص - الأستاذ بجامعة الأزهر: ورد ذكر الخنزير في القرآن الكريم في خمسة مواضع أربعة منها صريحة في التحريم والخامسة في التحقير من شأنه وشأن من وصفهم به أما الآيات الصريحة في التحريم في قوله تعالى: “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم “ سورة البقرة - آية 173. وفي قوله تعالى: “حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم” سورة المائدة آية 3. وذكر السعدي في تفسير هذه الآية أن تحريم لحم الخنزير شامل لجميع أجزائه وقد نص عليه الله من بين سائر الخبائث من السباع.
وفي قوله تعالى: “قل لا أجد في ما أوحي إليَّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم” سورة الأنعام آية 145. ذكر المفسرون أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله أن يبين للناس ما حرمه الله عليهم ليعلموا أن ما عدا ذلك حلال وأن هذه الثلاثة: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير رجس أي خبث نجس مضر للإنسان.
أما الآية الدالة على التحقير من شأن الخنزير قال تعالى: “قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبدالطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل” سورة المائدة آية 60. وصف المعتدين غير المؤمنين من بنى إسرائيل بأقبح الصفات حتى أنه يجعلهم أشر وأحط من القردة والخنازير.
وجاء ذكر الخنزير في السنة النبوية المشرفة عن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في عام الفتح وهو بمكة: “إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام”. وعن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا “أي لا يجوز استعمالها إلا بعد الغسيل والتنظيف.
ومن آيات الإعجاز في تحريم الخنزير أن الله سبحانه وتعالى حرم أكله لخبثه وللضرر الناجم عن أكله فقد أوضح العلماء أن الخنزير وعاء للعديد من الفيروسات القاتلة والشديدة الخطورة على جسم الإنسان وأن جميع أعضاء الخنزير بما فيها جلده تحتوي على فيروسات قاتلة للإنسان وأن له كليتين تفرزان فيروساً يؤدي إلى اضطرابات في دماغ الإنسان بينما يفرز البنكرياس وكبده ورئته فيروسات تسبب للإنسان ضعفاً في جهازه المناعي كما تسبب له داء السكري والشلل الرعاش وتلف الجهاز العصبي.
والخنزير ينقل إلى الإنسان الكثيَر من الكائنات الدقيقة الخطيرة حيث يصاب بعدد كبير من الأمراض الوبائية لا تقل عن 450 مرضاً ويقوم بدور الوسيط لنقل أكثر من 75 مرضاً وبائياً للإنسان غير الأمراض الأخرى التي يسببها أكل لحمه مثل تليف الكبد وعسر الهضم وتصلب الشرايين والعقم والدودة الكبدية والحمى القلاعية والديدان الرئوية والسرطان وانفلونزا الخنازير التي اجتاحت العالم.
والخنزير له جسم ثقيل وأرجل قصيرة وخرطوم قوي يحفر به الأرض بحثاً عن جذور النباتات وهو بطبعه كسول، ولا يحب ضوء الشمس، ولا توجد فيه عزيمة أو إرادة القتال أو حتى الدفاع عن نفسه.
وقال علماء الشريعة يجوز أكل الخنزير عند الضرورة لكن بكميات صغيرة جداً لاحتواء دهنه الذي لا تستطيع فصله عن لحمه على نسبة عالية من الكبريت، واحتواء لحمه على نسب عالية من حامض البوليك، وكل ذلك مؤذ ومسبب رئيسي للسرطان، كذلك ثبت أنه إذا أكل دهنه فإنه يتكسر ويتركب بنفس الصورة الخنزيرية فتظل لبنة خنزيرية في شحم الإنسان. كما أن بعض الأطعمة لها أثر على الإنسان في السلوك والصفات. ولذلك حرم أكله حتى لا يتصف الإنسان بصفاته والخنزير مطبوع على رغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الصفة.
ومما يؤكد أثر اللحوم في انتقال صفاتها لآكليها ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: “أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يماني والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم”.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-02-2010 الساعة 02:40 PM