أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > ركن وادي الفرات

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
قديم 06-05-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,220
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي زواج التبت" تقاليد أغرب من الخيال

خال أم العروس صاحب قرار الموافقة
زواج "التبت" تقاليد أغرب من الخيال

إعداد: أشرف مرحلي



التبت منطقة تاريخية ودولة سابقة في آسيا الوسطى ويطلق عليها “سقف العالم”، وعاصمتها لهاسا وتسمى بأرض الرهبان ومدينة الشمس، احتلتها الصين عام ،1949 وترك هذا الاحتلال آثاره الواضحة على هوية التبت الفريدة دينياً وثقافياً ووطنياً .

ويبلغ تعداد السكان 6 ملايين شخص، يتحدثون اللغة التبتية، أما اللغة الرسمية فهي الصينية، والبلدان المجاورة لها هي الهند، ونيبال، وبوتان، وبورما، وتركستان الشرقية والصين، وللبنين عادات وتقاليد خاصة بالزواج توارثتها الاجيال، إما عن طريق مورثونات مكتوبة أو ثقافات الألسن .

عاش الكثير من الارستقراطيين في التبت القديمة في مدينة لهاسا، واعتبر التبتيون القدماء الزواج رابطاً قوياً بين الأسر ذات الأحوال الاجتماعية المتماثلة، وكان يشوبه شيء من التعقيد، فكانت هناك قواعد وأصول وتحفظات صعبة تحكم الزواج بدءا بأولى مراحله، وهي اختيار الزوجة، وانتهاء بالمرحلة الأخيرة التي تلي حفل الزفاف .

ومع التطور الاقتصادي والاجتماعي تغيرت بعض من هذه العادات والتقاليد .

ففي العصر الحالي، أصبح للشاب في لهاسا الحق في اختيار الفتاة التي تناسبه، مما يوفر الكثير من الإجراءات، فموافقة الوالدين وكذلك دعمهم مضمون، طالما أن هناك توافقاً مع الزوجة المختارة .

وتعير الأسر التبتية حفلات الزفاف اهتماماً بالغاً، فيجب الإعداد للعرس جيداً قبله بفترة طويلة، فبداية يجب إعداد خيمة تزينها الستائر ذات الألوان البديعة، تُعد فيها المشروبات المتنوعة ومنها الشاي الممزوج بالزبد، ولحم الضأن والبقر، وهي أشياء تدخل ضمن عادات الزواج .

وللشعب التبتي، مثله مثل الشعوب الأخرى، طقوسه الخاصة بالزواج، التي تعكس ثقافته وهويته، فكان الزواج في الأسر التبتية القديمة المتمسكة بالتقاليد والأعراف أحادياً، أي كان الرجل يتزوج من امرأة واحدة ولم يكن التعدد موجوداً، بالرغم من انتشاره في عدد من المجتمعات القديمة، ولكن في مستويات معينة، فكان للملك الحق في اقتناء عدة زوجات .

ويبدأ تعليم الفتاة التبتية مبادئ وتعاليم الزواج رسمياً عند سن البلوغ، وتقوم باختيار يوم الحظ الخاص بها حسب التقويم التبتي، ويضفر شعرها في شكل عدة جدائل وتبدأ في ارتداء مريلة ملونة، إعلاناً عن بدء استعدادها وأهليتها للزواج .

وللزواج في التبت عدة مراحل، تبدأ بمرحلة التقدم للخطبة، ثم الخطبة، فالزفاف ثم زيارة عائلة العروس .

ما قبل الخطبة

هي المرحلة الأولى، عندما يعجب الشاب بفتاة ما، فيبحث عن سنها ويوم ميلادها ورمزها النجمي، الفأر أم الثور أم النمر أم الأرنب .

وبعد جمع المعلومات الضرورية عن الفتاة، يتوجه العريس إلى أحد الفلكيين ليرى ما إذا كان رمزها يتفق مع رمزه النجمي، فإذا وجد توافقاً وحازت الفتاة المختارة رضا والديه، يحاول العثور على أحد صانعي الزيجات ليفوضه للتقدم إلى أسرة الفتاة، ويذهب الوكيل إلى منزلها محملاً بالهدايا والشاي والزبد، والخاتاج أو الوشاح الحريري، وهو عبارة عن قطعة من الحرير الأبيض ترمز إلى الحب والخير والجمال، وإذا قبل أهلها الهدايا، يعتبر ذلك مؤشراً على قبولهم ذلك الشاب، وخال الأم وحده الذي يقرر القبول أو الرفض .

الخطبة

بعد قبول أسرة الفتاة وموافقتها على العريس يتم تحديد يوماً للخطبة، ويقام الحفل عادة في بيت العروس، وفي هذا اليوم يرسل أهل الفتى الهدايا والخاتاج لكل فرد من أفراد عائلة الفتاة .

ويشارك اثنان من الشهود والدي الفتى والفتاة الخطبة، وبعد تبادل الهدايا يقوم أحد الشاهدين بقراءة عقدي الخطبة بينما يتحقق الشاهد الآخر من صحتها، بعد أن ينتهي الأول من قراءتها .

بعد ذلك يوقع الشاهدان على العقود ويختمانها بخاتم العائلتين، ثم يمررانهما إلى العائلتين .

بعد ذلك تقيم عائلة الفتاة وليمة للاحتفال بالمناسبة، وبعد تناول الطعام يرحل الضيوف بعدما يتسلمون الهدايا، وهي قطع الخاتاج .

الزفاف

قبل الزفاف يرسل أهل الفتاة المهر لعائلة الفتى، وهو عبارة عن تمثال صغير يرمز إلى تمنياتهم بالخير للعائلة، وبكرة من الخيط، بها كتيب للأقوال المأثورة، إضافة إلى قطعة أثرية، يعتقد أنها ترمز إلى مهر الأميرة وينشينج، التي وفدت إلى التبت في عام 640م، فارة من الصين، لتتزوج بعدها سونجستان جامبو الملك الثالث والثلاثين لمملكة يارلونج التبتية .

وفي المقابل ترسل عائلة الفتى مجموعة من الملابس لترتديها الفتاة في حفل الخطبة .

وفي يوم الخطبة، توكل عائلة العريس شخصاً يتمتع بسمعة حسنة ومجموعة من الفرسان لإحضار العروس، وفي يوم الزفاف، يرتدي الحضور الملابس الشعبية غالية الثمن، ويصطف أصدقاء وأقارب العروسين خارج الخيمة التي أعدت، لاستقبال المدعوين، وبعد الانتهاء من الاستقبال والتأكد من حضور جميع الضيوف، يجلس أهل العروسين في مكان مخصص لهم، وفي هذه اللحظة تبدأ مراسم الزفاف بإعلان شخص مفوض بذلك عن الافتتاح الذي يستهله بمباركة العروسين .

وفي هذا اليوم، يقدم العريس جواداً هدية للعروس، في كامل زينته بحيث يناسب لونه رمزها الشمسي، ويقدم لها أيضاً سهماً ملوناً في قطعة حريرية ذات خمسة ألوان، ومرآه وقطعة من الزينة القيمة خضراء اللون ومجموعة من الحلي .

وعند دخول هذه المجموعة إلى منزل العروس، يوضع السهم الملون في ياقة فستان العروس من الخلف، بينما توضع قطعة الزينة الخضراء فوق رأسها، كإشارة إلى أنها أصبحت تنتمي إلى عائلة العريس .

وعندما توشك العروس أن تغادر بيت أهلها، ينزع الأهل السهم من ياقتها ويتوجهون إلى مكان أعلى المنزل، مطلقين صيحات ودعوات قائلين “لا تأخذي منا حظنا الطيب” إلى أن تختفي العروس عن الأنظار .

وتغادر القافلة بيت العروس يقودها الفلكي مرتدياً عباءة بيضاء، وممتطياً جواداً أبيض، ويتبعه فرقة الترحيب والعروس تصحبها إحدى السيدات، وتأتي عائلة العريس في آخر الصف .

وفي الطريق إلى بيت العريس، تنشد المجموعة الأغاني، بينما تنخرط العروس في نوبة من البكاء حزناً على فراق أهلها .

قبيل وصول العروس يكون العريس انتهى من تعليق الزينات فوق باب بيته، ويضع أمام البيت وسادة مملوءة بالشعير، مغطاة بقطعة من القماش المزركش أعلاها مجموعة من النوى في شكل معين .

وعند وصول العروس بالقرب من المنزل يتقدم أهل العريس للترحيب بها، يحملون في أيديهم صندوقاً مخروطياً مملوء بالشعير وحلوى السامبا مغلفة بقطع من الزبد .

وعند الوصول إلى المنزل تضرب العروس الأرض بقدميها وهي تحمل في أيديها الشعير وأوراق الشاي التي ترمز إلى الخير الذي ستجلبه على العائلة .

وتقدم العروس قطع الحرير إلى عائلة العريس قبل الدخول إلى المنزل، وبعد دخولها تجلس هي والعريس في حجرة المعيشة ليتلقيا الأماني والدعوات بحياة سعيدة .

بعدها يقدم الضيوف الهدايا لهما ولوالديهما، كما يقدم العروسان الأوشحة الحريرية للحاضرين، ثم يتوجها إلى حجرتهما حيث يقوم أحد الرهبان بتلاوة بعض المأثورات .

وفي تلك الليلة تقيم عائلة العريس مأدبة، وينشد الأصدقاء والأقارب الأغاني ويؤدون الرقصات الشعبية التي تعكس فرحتهم وابتهاجهم بالمناسبة .

وتتميز حفلات الزفاف في العصر الحاضر بمزيد من المرونة، فلم يعد مكان إقامة الحفل بالمشكلة الكبيرة كما كان من قبل، فيمكن إقامته في إحدى صالات الأفراح أو في أحد الفنادق، وليس بالضرورة في منزل العريس أو العروس، كما يمكن أن تكون خيمة العروسين مؤجرة، وفستان الزفاف وبدلة العريس ليسا حسب الطراز التبتي .

وبعد مرور من 3 إلى 6 شهور، يتوجه العروسان لزيارة عائلة العروس التي أعدت الشعير والصور الجميلة التي تعبر عن الترحيب الحار بالضيفين، وعند وصول العروسين إلى المنزل يتبادلان مع أهل العروس قطع الحرير الأبيض والشمر والشاي والزبد وهدايا أخرى، وهنا تكون اكتملت مراسم الزواج .

وفي مناطق أخرى، من التبت يختلف الوضع قليلاً، ففي اليوم السابق للزفاف، يأخذ خال العريس الهدايا وجواداً أبيض ويتوجه إلى بيت العروس ليقدمه لها لتمتطيه عند ذهابها إلى عش الزوجية .

وفي اليوم المحدد للزواج تجرى التجديدات في منزل الزوجية أو في الخيمة المعدة للزوجين، وتطلى المزهريات وترسم عليها رموزاً ملونة، وتُفرش الأرض بسجاد من الصوف الأبيض عليه حبات من الشعير، للترحيب بالضيوف .

وترتدي العروس ثوب الزفاف الأبيض، وتمتطى صهوة الجواد الذي أحضره الخال وتتجه نحو منزل العريس، يسبقها الخال ليزف بشرى وصولها للحاضرين .

وأمام المنزل تترجل العروس من فوق صهوة الجواد فيما تقوم سيدتان من أهل العريس بالغناء، وتمشي العروس فوق منتصف السجادة البيضاء، وتتبادل القطع الحريرية البيضاء مرة ثانية كما يتبادل أهلا العروسين التهاني والتبريكات .

ويبدأ خال العريس طقوس الزواج رسمياً، فيجلس العريس وعروسه أمامه، ثم أمام والدي العريس، وتقدم العروس الشاي ممزوجاً بالحليب، وتغمس طرف إصبعها بكوب الشاي وتضعه فوق رأسها تعبيراً عن السعادة .

ويعقب حفل الزفاف وليمة كبيرة، يتخللها تبادل الهدايا وقطع الحرير الأبيض بكميات كبيرة، ويشدو الحاضرون ويرقصون حتى بزوغ فجر اليوم التالي .

تعدد الأزواج

ينتشر تعدد الأزواج في بعض مناطق من التبت، وتتزوج المرأة من أقرباء أو إخوان الزوج، بالإضافة إلى وجود الزوج أيضاً، ويعتبر الزوج الأول للمرأة التي تزوجت أكثر من أخ، أبا للأطفال الذين يولدون، كما يعتبر إخوة هذا الزوج أعماماً لهؤلاء الأطفال .

والهدف من ذلك في معتقداتهم هو ضمان عدم تقسيم الممتلكات وضمان الوضع المالي للزوجة، ولكن الزواج الأحادي أو الفردي الأكثر شيوعاً في البلاد .

ويحدث تعدد الأزواج في المناطق التي تقل فيها مصادر العيش، كما يعتقد أنه يحسن معيشة الطفل، والمرأة مسموح لها بإنجاب عدد محدود من الأطفال طيلة حياتها، مهما كان عدد أزواجها، لأنه عندما يكون للطفل أكثر من أب فإنها تضمن له الحياة عكس الرجل .

ويستطيع الأب وأبناؤه الزواج من امرأة واحدة، وتستطيع الأم وبناتها الزواج من نفس الرجل، ويلزم النظام الإقطاعي الرجال بالزواج مما تناسبه من بنات قبيلته ومن نفس الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، بل وأيضاً من أقربائه .

ويجب أن يعامل الآباء الأبناء على قدم المساواة، وألا يحابي أحدهم حتى لو كان يعلم أنه ابنه الحقيقي، والأبناء يعتبرون كل أعمامهم آباء لهم .

أما الطلاق فمسألة غاية في البساطة، فإذا شعر أحد الأزواج بعدم الرضا أو عدم الارتياح تجاه الزوجة، فما عليه إلا أن يترك المنزل .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 06-05-2010 الساعة 01:42 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عاصفة غبارية تحول سماء "دير الزور" إلى سواد admin ركن وادي الفرات 0 04-30-2011 10:55 PM
احتجاجات تكسر "تقاليد" دبي تضامناً مع "درعا عبدالقادر حمود القسم العام 0 03-27-2011 09:00 AM
قصة أغرب من الخيال ابوعبدالله القسم العام 0 12-09-2009 01:25 AM
ما قصة زواج الخطيفة عند "الشركس"؟؟ عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 9 09-03-2009 10:51 PM
تقاليد السمن العربي في "المنطقه الشرقيه ساره ركن وادي الفرات 8 09-02-2009 09:18 AM


الساعة الآن 03:27 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir